إعداد / أ.محمودة الجهني أ.مها عريف
يعد التقويم من أهم عناصر العملية التعليمية ومن أهم مرتكزاتها الأساسية، فهو يركز على تعلم الطلاب ومهارتهم العملية وسلوكياتهم من أجل التحسين والتعديل والتطوير. فمن أهم دعائم ومرتكزات التقويم هو الملاحظة المستمرة للمتعلم والتوثيق الدقيق لمدى تقدم الطالب من خلال استخدام أدوات وأساليب متنوعة مع تقديم التغذية الراجعة، حيث أن دور المعلم هو خلق المواقف التي يتم فيها تقديم وتلقي تلك التغذية التي تحفز وتعزز التعلم.
ولأهمية التقويم في العملية التعليمة وفي تحسن تقدم الطالب، وضعت فنلندا فلسفة خاصة لعملية التقويم (البنائي) وجعلته جزء لا يتجزأ من العملية التعليمة، حيث ركزت على ثلا ث أهداف رئيسة للتقويم في مدارسها:
- التعلم كهدف من أهداف التقويم
- المهارات العملية كهدف من أهداف التقويم
- السلوك كهدف من أهداف التقويم
كما أنها أكدت في رؤيتها التربوية على مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين جميع المتعلمين. فمن مبادئ التقويم لديها:
- التقويم في ضوء الأهداف والمعايير حيث يستند التقويم إلى الأهداف المحددة في المنهج الأساسي بالإضافة إلى الأهداف الأكثر تفصيلا للمنهج المحلي.
- المحاسبة بما يتوافق مع عمر وقدرات الطالب وممارسات التقويم المتنوعة.
- تطوير التقويم الذاتي.
ويهدف تقويم الطالب بموجب قانون التعليم الأساسي في فنلندا إلى توجيه وتشجيع التعلم وتطوير قدرة الطالب على التقويم الذاتي. لذا يجب أن يتم تقويم تعلم الطالب ومهاراته العملية وسلوكه بطرق متنوعة. وتعد هذه المهام هي نقطة الانطلاق لتطوير ثقافة التقويم في التعليم الأساسي حيث ينصب التركيز على التقويم الذي يعزز التعلم. كما تلعب المدرسة دوراً حاسماً في مفهوم الذات الذي يكونه الطلاب عن أنفسهم كمتعلمين وكأشخاص في المجتمع. ويعد التقويم المتنوع وتوفير التغذية الراجعة البنَاءة من الوسائل التعليمية الأساسية التي يستخدمها المعلمون لدعم التعلم والتطوير الشامل للطلاب .
إن التعليم الأساسي في المدارس الفنلندية يركز على التقويم البنائي خلال العام الدراسي، ويبتعد عن الاختبارات الختامية، ووجهة النظر الفنلندية في ذلك تتمثل على سبيل المثال لا الحصر :
- تهميش دور التوجيه والتعليم (“فالاختبار وحده هو المهم”)
- المقارنة والتنافس (“لا أستطيع”)
- التفريط في الاهتمام بتحديد متطلبات (احتياجات) التعليم الخاصة، بسبب الإفراط في التركيز على الاختبار ونتائج الامتحان
- الطبيعة المحدودة للتقويم العددي (“أحتاج للمزيد من المعلومات لأفهم”)
- يعزز من ميول الطلاب اللذين يفضلون الحصول على درجات رقمية ولا يرغبون سوى في التأقلم مع الظروف المحيطة بهم
- “عدم التعاون مع الزملاء”
وبجانب عملية التقويم البنائي يقدم المعلم الفنلندي تغذية راجعة بناءة لطلابه ترتكز على مبادئ هامة في الفصول الفنلندية منها:
- الوقت
-
- الحصول على التغذية الراجعة مرة سنويا هو أمر بعيد ونادرًا ما يحصل في الصفوف الفنلندية
- الدلائل يجب أن تُقدّم للطلاب أولا بأول
- التعاون
-
- مُشاركة الوالدين في العملية التعليمية هو أمر مهم وأساسي
- تفاعل الطلبة مع عملية التقويم ومشاركتهم فيه يُعزز من ثقتهم بأنفسهم
- يجب على المعلمين أن يتشاركوا استراتيجيات التقويم
- شفافية عملية التقويم هي أمر أساسي ومهم
وتعرف التغذية الراجعة البناءة بأنها هي عملية تواصل تنبّه الفرد تجاه النقاط التي بحاجة إلى تحسين في أدائه، بطريقة سلسة تساعد الفرد على فهم وتقبّل المعلومة. لا تركز التغذية الراجعة على الخطأ واللوم، فهي مُحددة ومتمحورة حول الفعل، لا الشخص. يُعطى هذا النوع من التغذية الراجعة بهدف تحفيز عملية التحسين لدى الطالب تجاه ما تم توجيهه إليه.
وتوصف التغذية الراجعة البنّاءة بأنها:
مُفيدة , هادفة ,مؤثرة ,سهلة الفهم , زمنية
كما أن التغذية الراجعة البنّاءة ليست
- نقدية , اتهامية , مُبهمة , ثناء , عقاب , تعزيز وللاطلاع على اهم الأدوات التي يستخدمها المعلمون الفنلنديون في فصولهم الدراسية، يمكن الدخول على الرابط بمسح الكود ملحوظة : استندنا في إعداد هذه المادة العلمية على مجموعة من المراجع الفنلندية , وأيضا من خلال ما شاهدناه في فترة المعايشة (خبرات 1) في المدارس هناك .
- وبالنظر إلى النتائج التي وصلت إليها فنلندا نتيجة الاعتماد على التقويم البنائي والتغذية الراجعة البناءة والتي انعكست على تطور التقويم الذاتي للطلبة وزيادة دافعية التعلم والشعور بالكفاءة الذاتية وتحمل الطلاب المزيد من المسئولية، نجد أن تدريب المعلمين على استخدام استراتيجيات التقويم البنائي يعد ضرورة ملحة لما له من أهمية بالغة في اتخاذ القرارات بشأن عمليات التعليم الحالية والمستقبلية. فمن خلال التقويم البنائي، يستطيع المعلمون اكتشاف معدل تعلّم الطلاب، والمعرفة الحالية للطلاب، وما هي المعلومات أو المهارات التي ما يزال الطلاب بحاجة إلى تعلمها، وما إذا كانت الفرص التعليمية التي يوفرونها لطلابهم تتميز بالفعالية أم أنهم بحاجة إلى تطبيق بعض التعديلات والتغييرات على طريقتهم في التعليم. فنتائج عملية التقويم البنائي هي المحرّك الموجّه لعملية التعليم. فإذا حقق الطلاب المستوى المتوقع من التقدم، يستمر المعلمون في اتباع أساليبهم الحالية في التعليم. أما إذا لم يحقق الطلاب المستوى المنشود من التقدم وكانوا لا يزالون بحاجة إلى بعض المعلومات أو المهارات، فعلى المعلمين إعداد خطة لفرص تعلم جديدة بهدف مساعدة الطلاب على اكتساب المعلومات أو المهارات اللازمة لنجاحهم.
- وللاطلاع على اهم الأدوات التي يستخدمها المعلمون الفنلنديون في فصولهم الدراسية، يمكن الدخول على الرابط بمسح الكود
- ملحوظة : استندنا في إعداد هذه المادة العلمية على مجموعة من المراجع الفنلندية , وأيضا من خلال ما شاهدناه في فترة المعايشة (خبرات 1) في المدارس هناك .