أريج حسين فارس الشيخ
هل سيأتي اليوم الذي يشتاق فيه أولادنا للمدرسة ..
هل تكون المدرسة مصدر متعة و راحة ..
منذ اليوم الأول الذي زرنا فيه المدارس الفنلندية ضمن برنامج خبرات 1 في بعثة وزارة التعليم السعودية للمعلمين و المعلمات قرأنا الراحة في عيون الطلاب و الطالبات و أيضا المعلمين و المعلمات .. كان الجو المدرسي مريحا جدا و الانتماء يطغى على المكان .. و لأول مرة أرى مدرسة بلا أسوار و لا حراس .. و النظام يسود بحب لا بخوف .. تساءلت ما هو السر وراء ذلك وأدعوكم معي لنعرف الأسرار لعلنا نجد الطريق لتحويل مدارسنا إلى حدائق معرفة ينهل منها الطلاب العلوم بمتعة .
السر الأول / اللعب و المتعة هي الأساس و المعرفة تأتي تلقائيا
عندما تتجول داخل أي مدرسة فنلندية فإنك سترى الألعاب الرياضية منتشرة في أروقتها من طاولات التنس و ألعاب التفكير مثل الشطرنج و في الساحات كرة الطائرة و السلة و القدم وكلها مفتوحة للطلاب في أي وقت … كما أنك سترى مقاعد مريحة و طاولات مطلة على مناظر جميلة مصممة خصيصا لتبعث الهدوء و الراحة للطلاب .. و ستجد أيضا طاولات البيانو الموسيقية في أكثر من مكان في المدرسة .. جميع أبواب المدرسة مفتوحة على الساحات الخارجية و يشجع المعلمون الطلاب للخروج إلى الطبيعة و الاستمتاع بها .
وقد أطلقت وزارة التعليم الفنلندية برنامجا وطنيا يهدف إلى تحسين التعليم وتركز هذه البرامج التربوية على الطلاب وجعله محور العملية التعليمية ، وتعزيز مشاركته في المدرسة، والمزيد من النشاط البدني لجميع الطلاب، والمزيد من التكنولوجيا في الفصول الدراسية. و القاعدة الذهبية هي أن أفضل طريقة لمعالجة الأداء التعليمي ليست في رفع المعايير أو زيادة وقت التدريس (أو الواجبات المنزلية) ولكن جعل المدرسة مكانا أكثر إثارة للاهتمام ومتعة للجميع. و رفع دافعية الطالب للدراسة والرفاهية في المدرسة بشكل عام هي من بين الأهداف الرئيسية لسياسة التعليم الحالية في فنلندا.
وقد ترتب على هذه السياسة التعليمية الجديدة بعض الممارسات داخل المدرسة من بينها على سبيل المثال لا الحصر
1/ تعديل الجدول المدرسي و جعله أكثر دعما لراحة الطالب :
نجد أنه لا تزيد مدة الحصة الواحدة عن 45 دقيقة و يمنع أن تتصل الحصص ببعضها دون فاصل راحة للطلاب لمدة لا تقل عن 10 دقائق و تصل أحيانا إلى 20 دقيقة و في وقت الراحة يستمتع الطلاب بالألعاب المنتشرة في أنحاء المدرسة أو الخروج إلى الطبيعة أو حتى اللعب بجوالاتهم الخاصة فهذا الوقت من حق الطالب و يفعل به ما يريد .
2/ لا يعتمد المعلم على طريقة الالقاء في تدريسه :
عندما دخلت الحصص الدراسية في فنلندا راقبت عن كثب دور المعلم داخل حجرة الصف و استنتجت أنه يساعد الطالب على التعلم و الوصول إلى المعلومة و لم أجد أي معلم تحدث لأكثر من خمس دقائق متواصلة ، ويمكن أن يحدث التعلم في كل مكان، وليس فقط في الفصول الدراسية أو المباني، و كان التعلم الرقمي جزءا لا يتجزأ من جميع المهام التعليمية .
3/ الاكتشاف و الرحلات يرسخ المعلومات و يعطي التعلم متعة :
لا يمر أسبوع دراسي على الطلاب بدون رحلة إما إلى متحف أو إلى الغابة أو حتى إلى بحيرة قريبة من المدرسة مشيا على الأقدام ويتعلم فيها الطلاب الكثير من القيم عطفا على المعلومات .
4/ السماح باستخدام الهواتف النقالة الشخصية :
يستخدم الطلاب هواتفهم النقالة داخل غرفة الصف لأغراض تعليمية حيث توجد الكثير من التطبيقات التي تدعم تعلمهم و يتعلم الطلاب من ذلك احترام القوانين و عدم الاعتداء على خصوصيات الآخرين .
كان هذا هو السر الأول من أسرار حب طلاب فنلندا للمدرسة مما جعلها تتصدر المراكز الأولى عالميا في التعليم و لكنه ليس السر الوحيد و سنكشف في الأعداد القادمة أسرار جديدة أخرى تابعونا .
آحسنتي ب إستخلاص النظرة الشمولية للأسرار التعليمية ومبادئ حب التعليم والمدرسة .. تجاربُك أفادتني .. شكرا لك .. واصلي الكتابة والإبهار .. بالتوفيق يارب
مشاء الله تبارك الله
تجربة ناجحة و اسال الله تعالى ان يوفقكم و لا تحرمونا من كتاباتكم المميزة