د. أماني خلف الغامدي
أستاذ المناهج المشارك – جامعة الامام عبدالرحمن بن فيصل
لم يفتأ العامة والخاصة من البحث والحديث في مشكلات التعليم اليوم وما توقف المتخصصين وغير المتخصصين من إفراد أعمدة صحفية للكتابة في موضوع التعليم ومشكلات التعليم وتنوعت الحلول المقترحة بين تطوير المنهج – اعداد المعلم – تعزيز سلم رواتب المعلمين أو العاملين في قطاع التعليم – اصلاح البنية التحتية للتعليم من مدارس ومعاهد وجامعات– أو زيادة الميزانيات المخصصة للتعليم. وعلى الرغم من جاذبية وامكانية هذه الحلول الا أن هناك خطر وخطأ يجتمعان معا عندما نحاول أن نضع كل الاهتمام في جانب دون آخر فنحن بهذا نجزيء المشكلة وإذا جزأت فسيتم تسليط الضوء على كفة دون أخرى وهنا مكمن الخلل الذي نقع فيه في كل محاولة تطوير فتارة نلتفت إلى المناهج وتارة أخرى نلتفت للمباني الدراسية والتجهيزات ولكن لم يكن هناك يوما ما ثورة كاملة لاصلاح كل مفصل من مفاصل التعليم.
إن العلاقات بين الأشياء علاقة تبادلية ارتباطية والمشكلة حقيقة تكمن في أننا ننظر خارج ذواتنا لنبحث عن نقطة خلل في شخص ما أو شي ما نلقي باللوم عليه وكمآ قال جارد دايموند (2005) أننا بكل تأكيد وكما جرت العادة نحاول أن ننظر إلى ما هو حولنا عند ما تواجهنا أي أزمة أو حالة غير مستقرة متناسين القوة في الفعل الفردي – أو التصرف الفردي بمعنى أننا يجب أن نعي أن تصرفاتنا كأفراد تؤثر بشكل مباشر على واقعنا بشكل ايجابي أو بشكل سلبي.
وبذلك فإن التغيير في التعليم كما هو التغيير في أي عالم مترابط لا بد وأن يبدأ بأعلى المستويات بدءا من الأفراد ولا بد وأن نعترف أن الطريقة التي نفكر بها ونرى من خلالها الأمور تؤثر وتتأثر بالعالم من حولنا. إن الفرد جزء من منظومة وجزء من مجموعة من الأفراد يؤثر ويتأثر بكل ماحوله وينعكس ويعكس على محيطه وبالتالي على العالم بأسره.
في التربية والتعليم أيضا يجب أن يبدأ التفكير فيهما من الفرد ومن الفرد تبدأ عملية الاصلاح وتحديدا من معرفة الأفراد بذواتهم ماذا يريدون وماذا يعرفون ليدركوا أن العلاقة تبدأ من الفرد, من ذاته, من علاقته بخالقه, ببيئته, بروحه, بالطبيعة من حوله وهي البداية لأن يكون الفرد متعلماً.
المنهج وعلاقته بالتغيير
مر المنهج بعدة تطورات من فوشي (1980) الذي رأى أن المنهج هو مجموعة خبرات يمر بها المتعلم/ة في المدرسة الذي هو تطور عن مفهوم المنهج عند تانر وتانر (1975) اللذان رأيا أن المنهج هو نظام من الخبرات المعدة مسبقاً لتعليم الطلاب. وهذه الأفكار والتعريفات العامة للمنهج تلاقحت مع تعريف تايلر (1957) الذي نظر إلى المنهج على أنه مجموعة من الخبرات التي يمكن بل يجب قياسها. والنظرة العامة أنه اذا كان المنهج معد بشكل كبير وبعناية فائقة فإن التعليم سيحدث لامحالة. ولكن هذا التصور عن المنهج لم ينتج عنه حقيقة تعلم واقعي بل كان شعاراً للتعليم لمدة طويلة. مايكل ابل على سبيل المثال (2000) سلط الضوء على المنهج الخفي وأشار إلى أنه يضاهي في تأثيره المنهج الصريح والذي قد يكون سبباً في تعلم الطلاب. وفي هذا النظام الذي يعتقد أن المنهج هو الكتاب أو المقرر أو مايتعلمه الطلاب في المدرسة ينظر المعلم له على أنه مايدور في أروقة المدرسة وما تحدده وزرات التعليم وماتختاره ليكون مقررات وماتختار ليدرسه الطلاب. ولكن كما أشار ابل أيضا وأكدته أبحاث عديدة أن تأثير المدرسة على تعلم المتعلم/ة لايتجاور ال 40% فقط. وهذا كله يترك مساحة كبيرة جداً لما يحدث خارج أسوار المدارس وتظل مساحة المدرسة بسيطة لمسئولية الفرد عما يتعلمه ومايحتاج إلى تعلمه.
ولكن مؤخرا وفي تعريف أكثر شمولية مما سبقه كان المنهج هو مجموعة خبرات شخصية حياتية ومنها ما عرفه (كونلي وكلاندينن 2008 ص 34) أن المناهج هي مسارات حياة الفرد ومايحدده كل فرد من أهداف ذاتية فالمنهج الدراسي ليس كتاباً مقرراً ولا توصيفاً أو مخططاً مقرر بل هو اذا حياة الفرد ذاته. والمطلوب لنجاح هذا الفهم للذات بغية تحقيق الأهداف أن يعرف الفرد ذاته –قيمة-نفسه-قيمة عمله-ماهية أهدافه –تصوراته-توقعاته- وكيف له ايجاد العلاقة بين ذلك كله والعالم من حوله.
السياق الاجتماعي:
اذاً السؤال الاهم الذي يفرض نفسه اليوم هو هل تأخذ المدرسة في اعتبارها وهل يأخد التعليم في خططه ومناهجه الفكرية السياق الاجتماعي للمتعلم؟
ان احتياجنا واحتياج طلابنا للارتباط بسياقاتهم الاجتماعية ليس ترفاً بل ضرورة ملحة. اننا كأفراد وكمعلمين وكأولياء أمور نحتاج أن نرتبط بسياقنا الاجتماعي وأن نربط طلابنا وتعليمنا ومناهجنا بالسياق الاجتماعي الذي نعيش فيه وأن على المعلم أن يكيف المدرسة مع العالم المترابط أصلا المتصل ببعضه بطريقة مذهلة ويوضح للمتعلم كيف أنه ليس الا جزءاً من هذه المنظومة تتحدد فاعليته وتأثيره بمقدار عمله واجتهاده وتكيفه.
المدرسة – العالم- الفرد- المعلم والسياق الاجتماعي
العالم يتغير بشكل متسارع ولكن ماذا عن التعليم!
العالم يتغير من حولنا بشكل مذهل السرعة وسيستمر في هذا التسارع ولن توقفه عجلة ما.
الصين والهند يصعدان نحو قمة جديدة بشكل متواتر في عوالم التقنية كما أن العولمة لم تصبح الا واقعاً يؤثر على حياة كل فرد من الافراد ويتـأثر به.
فمثلاً الشركات والمؤسسات اليوم تتطلب عددا أقل من الموظفين الذين بالمقابل يمتلكون عدد أكبر من المهارات عن التي كان ينبغي توافرها في السابق . إننا نتحرك اليوم في اتجاة عصر معرفي أكثر تعقيداً وهذا يتطلب أن يكون أفراده أكثر قدرة على التعلم ومعالجة البيانات ودمج المعلومات باحترافية عالية.
المهارات المعرفية التي يجب أن يتقنها الفرد:
يجب أن تتركز المهارات المعرفية حول تعزيز قدرة الفرد على حل المشكلات من حوله والتي تمكنه أيضا من معالجة المعلومات التي حصل عليها في تعليمه بشكل فعال كما تجعله قادراً على العمل في بيئة أكثر تعقيداً مما اعتاد عليه ومتعددة بشكل كبير جداً ومتسارعة التغيير أيضا.
وفي هذا السياق فإنه يجب أن نُعد المتعلم لواقع غير محدد المعالم عالم صعب تكتنفه التحديات وهذا يجعله معداً بشكل كبير للتكيف مع الواقع المتوقع وغير المتوقع وقادراً على تطويراستقلاليته وتحمل المسؤلية.
ولكن معظم الطلاب اليوم لاينظرون للمدرسةوللجامعة أو للمؤسسة التعليمية على أنها مكان للتعليم بل مكان للحصول على الشهادات العلمية وأعلى الدرجات وينظرون لذلك أنه من أولى الاولويات بدلاً من الحرص على الحصول على تعليم حقيقي. لأننا ولعقود أغفلنا أن الحياة الحقيقية هي تلك التي تعاش خارج المدرسة خارج الفصول الدراسية في المجتمع في العالم المترابط بطرق لم تدركها المدارس ولا التعليم الحقيقي الذي يتضمن الايدي والعقول والقلوب. الحياة الحقيقية تتطلب تعليماً حقيقياً يعترف ويعزز واقع المتعلمين المعاش وسياقهم الاجتماعي.
كما أن المتعلمين اليوم هم جزء من عدة شبكات اجتماعية ويستخدمونها للتحرك والتفاعل في حياتهم اليومية ولكن المدارس والتعليم أبطأ بكثير من احتواء التغيير في نمط التعلم. والاعتراف بهذه المصادر المتنوعة من التقنية والتي يمكن توظيفها واستخدامها لتوسيع حدود الصفوف الدراسية بشكل كبيرجداً لهو أمر في غاية الأهمية.
ومن خلال تبني التقنية المعلوماتية تستطيع المدارس والتعليم أن تمكن الطلاب من الانحراط في حوار اجتماعي شامل يستطيع المتعلم أن يفهم ويقدر وجهات النظر المختلفة عنه بل ويبحث عنها لأنه يبحث عن المعرفة التي قد تنبثق من التضاد.
وبدلاَ من أن يكون التعليم من أجل الديمقراطية وقبول التعددية يتحرك المتعلم فيه مع الاخرين في مواقع مختلفة للوصول إلى فكرة مجتمع تعددي واتخاذ القرارات معاً لان هذه القرارات لاتؤثر فقط على الافراد بل أيضا على الجماعات والمجتمعات كلها لامجتمع واحد فقط.
وبهذا النوع من التفاعل مع السياق الاجتماعي يستطيع الفرد أن يغير من عمله – مهنته مرتان أو ثلاث مرات على الاقل في حياته مما يكسبه مهارات أكثر على مستوى التواصل الانساني أو المهني.
وبدلا من أن نسعى لأن ندرب الطلاب على أن يصبحوا طلاباً أفضل طوال حياتهم متلقين للعلوم والمعارف عاجزين عن صياغتها لحل مشكلات يومية مجتمعية من خلال تعليم روتيني تقليدي لايدع مجالاً حقيقياً للتعلم والانخراط في الخبرات الحياتية المختلفة لابد أن ُتهيأ المدرسة والتعلم الطلاب ليصبحوا أكثر تفاعلاً مع المعرفة ومع القدرة على المبادرة في تنظيم العمل مع الاخرين وحل المشكلات المتغيرة فمشكلات اليوم ليست كمشكلات الامس ومشكلات الغد ستصبح حتماً مختلفة– وبالتالي ندعو إلى توظيف التقنية بالشكل الافضل والامثل وهذا الانطلاق يتحقق ذاتيا بشكل أساسي.
اذا فالتعليم الذي يعد الطلاب لسرد الحقائق فقط لا لمواجهة المشكلات لايعد الطلاب لمواجهة المستقبل المتغير والذي لايستطيع أحد التنبؤ بمستوى تعقيد هذه التغيرات. هذا النوع من التعليم الذي نراه اليوم يقوم فعلا بتخريج الاف وملايين من الخريجين لكن يصعب الاستفادة من معظمهم لأن كل مايعرفونه هو أن يكونوا طلاب جيدين متلقين ومنفذين على أفضل تقدير. هذه النوعية من المدارس التقليدية والتعليم التقليدي انما تعد الطلاب لمجتمع وعالم وعصر انتهى منذ فترة طويلة.
هل هناك أمل؟
نعم هناك بوادر أمل. الأمل في المجتمعات المهنية وهي تلك المجتمعات التي تُقدر وتستوعب أن المعرفة هي تلك التي يصل إليها الافراد أنفسهم من خلال انخراطهم في مجتمعات مهنية تعمل فيها الايادي والقلوب والعقول تجاه بناء علاقات وطيدة واوثقة من أجل تحقيق أهداف مشتركة. في هذه المجتمعات المهنية يدرك الافراد أولا دوافعهم ويفهمون ذواتهم وكيف يمكن لهم التأثير والتأثر بواقعهم وتطوير مجتمعاتهم .
هذه المجتمعات المهنية تأخذ التعليم والتعلم إلى مناطق أبعد فكريا من تلك التي تأخذهم إليها المدرسة والتعليم التقليدي وأهداف أبعد من أن نعلم الطلاب كيف يصبحوا متعلمين ناقلين ومتلقين للمعرفة وتوجيههم ليصبحوا أكثر تفاعلا مع مجتمعاتهم كمشاركين في صنع القرار كمشاركين لمعرفتهم ومهاراتهم أفرادا ذوي قيمة علمية حقيقية. باختصار هذا النوع من التعليم غير التقليدي يجعل الفرد قادراً ومن مراحل مبكرة من عمره على الاشتراك في صنع القرار فيما يدور حوله واذا كان فرداً صالحاً في المجتمع فلا يجب أن يعزل نفسه عنه.
كيف تكون في العالم؟ عليك أن تشارك في بناء هذا العالم في بناء في الانتاج الفكري(Situated Knowledge)
في هذه السياقات التي تخلق فيها المجتمعات المهنية ذات الكفاءة العالية فإن المعرفة ذات الصلة بواقع المجتمعات تصبح لها أهمية وقيمة كبيرة للغاية. هذه المجتمعات المهنية ترفض النظريات العلمية والنفسية التي تنظر للمعرفة والتعلم على أنه معلومات مجزأة ومنفصلة عن بعضها البعض بل تؤمن بمدى تداخل وتعقد العالم الذي يعيش فيه الفرد.
هذه المجتمعات المهنية تخلق متعلمين قادرين على الاشتراك والانخراط بشكل كامل في عالم وعولمة متغيرة. وبالتالي فإن المتعلمين في المجتمعات المهنيةينظرون للتعليم على أنه مشاركة وممارسة مجتمعية (Social Participatory Practice) بحيث أن كل فرد مسئول بشكل كامل عن التفاعل مع مجتمع مهني أو المجتمعات المهنية وهو أن يعيش كل الافراد حتى صغار السن وهم معتادين على التفاعل والانخراط في العمل ومن خلال تفاعلهم وانخراطهم الكامل في شبكات التواصل الاجتماعي يصبح هذا ممكنا حتى في المجتعات المنغلقة على ذاتها. وبهذا فإن مايحتاج أن يتعلمه المعلمون وتطبقه المدارس هو كيفية تسخير هذه المشاركة لجذب الطلاب لمعاني هامة لحل المشكلات والتفكير بمنطقية واقتراح حلول للمشكلات في المجتمع الذي يعيشون فيه وتقييم الحلول لاختيار الافضل. وهذا يعني الجمع بين فِرق متعاونة من المتعلمين من مختلف مناطق البلاد للعمل في مشاريع طموحة وذات مغزى لمن هم خارج الفصول الدراسية.
إن المعرفة المتقدمة تنشأ من خلال الممارسات التي تتعلق ببيئة الانترنت بينما تتصارع المجتمعات المحددة المغلقة مع مشكلات محدودة يتم في الغالب علاجها لصالح جهة معنية أو لترجح كفة معنية. وان اسقاطاً جوهرياَ لماتم ذكره على نماذج من التعليم التقليدي والمجتمعات المنغلقة على ذاتها في أمثلة حية اليوم يقودنا الى واقع صعب من صوره تفشي العنصرية بكافة أنواعها تجاه لون أو نوع أو مذهب– ولكن لاينفي هذا الواقع وجود نماذج مشرقة للغاية تخرج في تطبيقاتها إلى عالم حقيقي يحتاج لتضافر المجتمع في طبقاته المختلفة وتعدد اهتماماته ومشاربه إلى رحب أوسع مثل مشروع اطعام التطوعي (والذي سأفرد له مقال لاحقاً).
إن هذا النوع من التعليم المحدد بواقع ما يعزز من نوع هام من المعرفة على غيره ويؤكد على أهمية المعرفة العملية متعددة الاختصاصات وغير الرسمية على نظيرتها وهي المعرفة الرسمية التقليدية التي تمت وتتم داخل المدارس وتوزع على الطلاب وهي منفصلة ومنعزلة عن واقعهم وحياتهم واحتياجاتهم.
إن المشاركة التي تحدث في مجتمعات التعلم المهنية تعني أن المشكلات والاسئلة يتم مواجهتها وعلاجها بشكل أسرع من قبل أفراد هذه المجتمعات ويمكن الالتفاف والتعاون وحل المشكلات الاكثر تعقيداً أيضا بشكل أسرع وأنجع وأكثر فاعلية. هذا النوع من المشاركة والممارسة القائمة على العمل المشترك يقدم للمتعلمين مجالا أرحب ليصنعوا الفرق ليس فقط لانفسهم بل للاخرين ولمجتمعاتهم وللعالم الرحب. إن الاعتراف بأن المتعلمين اليوم مرتبطين بشكل كبير جدا بالعالم بأسره ومحاولة توظيف ذلك الاتصال لتعليم أفضل ومنفعة مجتمعاتهم المحلية هو الطريق للتغيير الايجابي في التربية والتعليم.
كما أن اعتماد نهج مجتمعات التعلم والتي تتضمن متعلمين يتعلمون مع بعضهم البعض لمعالجة مشاكل العالم الحقيقية يندمج فيها المتعلمون ذلك يقود بشكل نهائي الى التحول الايجابي للتعليم. (Positive transformation of education) . وبشكل مباشر أو غير مباشر فإن هذا النوع من المجتمعات المهنية يقود وبشكل أفضل إلى اعداد المتعلمين إلى سوق العمل الحديث الذي يتطلب مهارات أكبر في التواصل ،التخطيط،الاداره،والمهارات الاجتماعية بشكل عام.
هذه المجتمعات موجودة فعلا في دول العالم على اختلاف تقدمه العلمي والمعرفي والثقافي وتمثل فارقاً بل وتكسر حاجز التعليم والمدارس التقليدية التي ركزت على الفرد والتعليم التقليدي ومعايير القياس العامة والتي لاتقيس المهارات الحياتية أو المهارات الناعمة بشكل خاص لهؤلاء الطلاب الذين هم في خطر بعيدين عن التعاون والتفاعل في مجتمعات التعلم كما بالامكان زيادة الدافعية وتسهيل العمل مع الاخرين من خلفيات متنوعة ومتعددة لأن ذلك يغذي الايجابية التي تنشأ من الفضول وحب الاستطلاع لوجهات نظر الأخرين. إن مجتمعات التعلم التي تنشأ وتتطور من خلال التغلب على مشكلات حقيقية من واقع الطلاب المعاش تحفز المتعلمين على التعلم لأنها توفر بيئة تعليمية حقيقية وأنشطة تسهم في جعلهم يعيشون واقع أفضل.
يبدو أن مجتمعات التعلم تقدم نموذجاً لصناعة الفرق في التعليم وفي العالم
وفي قلب أي تغيير في التعليم ستكون هناك حاجة إلى اعادة صياغة واعادة خلق قصة جديدة للتعليم القصة-التي تعترف بطرق جديدة يترابط فيها العالم بأسره ويشارك فيها البشر كلهم ويصبحون مسئولين عن بعضهم البعض. وتحتاج هذه القصة الجديدة إلى تخطيط محكم يعتمد على التعاون وتعددية الحلول لعالم أفضل بدلا من الاقصاء لحلول تعتمد على العلاقات المترابطة مع بعضها البعض بدلا من الاقتصار على علاقات بعينها و تعتمد على العلاقات المترابطة مع بعضها البعض بدلا من العلاقات المعزولة المنفردة.
تعتمد القصة الجديدة التي نريد حبكها للتعليم والمجتمعات المهنية على تقدير وتعزيز المشاركة في التعاون على حل المشكلات. ومن أجل هذا الهدف فإن كتابة هذه القصة الجديدة فلابد لنا أن نتأمل ونفكر في القيم الثقافية الاساسية الخاصة بنا من أجل أن تشمل قصتنا ان الانسان بحاجة إلى تغذية العقل والروح والجسد. إن المفتاح للتعليم الناجح هو الفرد ككل متكامل واذا كان التعليم سيستفيد من الحكمة من مجتمعات التعلم فبإمكاننا إعادة كتابة من نحن وعلينا أن نساعد أبناءنا من هذا الجيل الجديد من استيعاب أن الهدف من التعليم هو الحياة بشكل أفضل وبشكل مختلف يُحترم كل فرد كعضو في بيئة عالمية مستدامة وحياة كريمة للجميع.