سيدة أميركية عجوز توفى زوجها البليونير بسكتة قلبية.. أصبحت فجأة الوريثة الوحيدة لشركة ضخمة لا تعلم عنها شيئا.. في أول اجتماع لها مع مجلس الإدارة اعترفت بجهلها التام بمنتجات الشركة.. اعترفت بأنها لا تفرق بين رقائق الذرة ورقائق الكمبيوتر ولا بين لوحة المفاتيح ولوحة تقطيع البصل؛ ولكنها تؤمن بضرورة غلق أبواب الفشل وفتح أبواب النجاح على مصراعيها..
لم يفهم رؤساء الإدارة قصدها فقالت:
ابحثوا عن أكثر المنتجات ربحا وضاعفوا انتاجها، وأكثر المنتجات خسارة وتوقفوا عن انتاجها.. هكذا بكل بساطة..
وبعد سنتين من تطبيق هذا المبدأ ارتفعت أرباح الشركة خمسة أضعاف (بفضل احتكارها للمنتجات الناجحة) وتقلصت تكاليف الإنتاج إلى النصف (بفضل اغلاق خطوط الإنتاج الفاشلة).. لم تكن السيدة متخصصة في أي مجال ولكنها تتبني مبدءاً في حياتها يضمن النجاح في كل مجال .. تعرف أين تركز جهودها وتدرك أن احتمال الفشل يرتفع حين نبالغ في طرح الحلول المعقدة!
كانت السيدة عائشة تقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ماخُير بين أمرين إلا واختار أيسرهما” .. هكذا بكل بساطة .. لا دراسات ولا مشاورات ولا إجراءات بيروقراطية .. أفعل مثله واختر من القرارات أيسرها وأبسطها تنفيذا (ثم أترك التوفيق بيد الله)…
توماس أديسون قدم ألف اختراع وأنشأ شركات عظيمة (كجنرال اليكتريك) ومع هذا كان يغرس مسمارين كبيرين في الجدار المقابل لمكتبه.. الأول يضع فيه الفواتير التي يجب عليه تسديدها، والثاني الفواتير التي يطالب الناس بتسديدها.. هكذا بكل بساطة…
أمــا الفيلسوف الصيني صن تزو فوضع مبادئ للفوز في أي معركة تدهشني دائما ببساطتها.. خذ كمثال:
ــــ تجنب الحرب التي لا تستطيع كسبها / استولَ على مصادر المياه / لا تسمح لعدوك باختيار أرض المعركة / الحرب الطويلة استنزاف للمنتصر قبل الخاسر / الانسحاب أفضل من فتح عدة جبهات / هاجمه حين يعبر الجسر أو النهر أو الممرات الضيقة ولا تجتز أنت أثناء وجوده على الطرف الآخر…!!
والأجمل من كل ماسبق، هـو أن الحـل الأكثر بساطة يظل دائما الأقرب للصحة والنجاح (وكتبت في ذلك مقالا بعنوان: التفسير الأبسط هـو الأقرب للصحة، أرجو أن تبحث عنه في النت)…
ورغم أننا تحدثنا حتى الآن عن تسعة مبادئ مهمة (في تبسيط القرارات) يهمني شخصيا فهمك للفكرة الأكبر والأعـم؛ وهي تبسيط قراراتك في الحياة ووضع مبادئ تعينك على اتخاذها بسرعة وفعالية ..
أنا شخصيا أملك مبادئ ثابتة تساعدني على حسم مواقف كثيرة طارئة أو محيرة في حياتي .. فأنا مثلا:
· حين أخير بين أمرين أشتري أكثرهما جودة .. مهما غلا الثمن …
· وحين لا استعمل الشيء خلال عام أتخلص منه فـورا…
· وحين يفشل الكتاب في جذبي من أول فصل (أو الفيلم في أول 15 دقيقة) أهجرهما إلى الأبد…
·ولاأشتري شيئا مستعملا (فـالحرمان أفضل من الشعور بالقهر)…
· كما لا أرد علنا (في مواقع التواصل الاجتماعي) ولا أدخل في نقاشات بيزنطية لا تنتهي لحل (وما أكثرها في مجتمعنا)…
… وبهذه الأمثـلة نكون قد تعرفنا علىأرجـو أن تساعدك على ابتكار مبادئك الشخصية والخاصة .. مبادئ تُبسط بها حياتك، وتحسم من خلالها قراراتك، وتنقذك من الحيرة والتردد والخوض في تفاصيل الموقف الصغيرة..
… هكذا الفكرة بكل بساطة ..