قراءة تأملية / للمدربة والكاتبة دعاء العواودة في مبدأ ال ريترز للعلاقات الإنسانية
هناك قانون رائع في العلاقات يدعى *مبدأ آل ريترز* ويسمى أيضا مبدأ 0/100 . هذا المبدأ آل ريترز خاص بالعلاقات الإنسانية ويمكن اختصاره بهذه النقاط :
١. *حدد* ما يمكنك القيام به تجاه علاقة معينة وأظهر الحب والتقدير للشخص المعني سواء كان يستحق ذلك أم لا .
2. *لا تتوقع* الحصول على أي مقابل صفر / لا عائد.
3. *لاتسمح لشيء* مهما كان سيقوم به الشخص المعني بالعلاقة أن *يؤثر* عليك بمعنى آخر لا تستجيب للمؤثرات. كان سيقوم به الشخص المعني بالعلاقة أن يؤثر عليك بمعنى آخر لا تستجيب للمؤثرات.
4. *تمسك برقتك وعطفك* مهما حدث ،فأنت قررت من البداية أنه لن يكون هناك مقابل.
على الأغلب سيسمح لك مبدأ 0/100 أن تتولي المسؤولية كاملة عن علاقاتك دون أن تكون مثقلة بالتوقعات الخيالية .حسناً ..لنفترض أن الطرف الآخر تصرف بأسلوب لا يستحق احترامك .. ما العمل إذا ؟؟حسب القاعدة ما يتوجب علي فعله بهذه اللحظة أن أبقى لطيفا ومحترما وأتخير ردة الفعل المناسبة .لنفترض مثلا أن الطرف الآخر يعاني من نقص المعرف ويسبب لك المتاعب ..وربما هذا ما يحدث مع الرؤساء بالعمل كيف أواجه هذا الأمر ؟حسب مبدأ ” آل ريترز ” فإنك ستتذكر هنا أن الرئيس يحتاج إلى الدعم المعرفي ولا يجب التخلي عنه بانتقاده كما يفعل بقية الموظفين . لا ، بل يجب اختراق رد الفعل النمطي والتعامل مع هذا الرئيس باحترام حتى لو كان غير جدير بذلك ريثما تتضح الأمور . أردت القول ؛ ” أن الالتزام نحو الآخرين هي المادة التي تُصنع منها الشخصية وهي القوة التي تغير بها وجه الأمور ” .
1. إبني العلاقات ..
2. التزم بها ..
3. واحصد النتائج
أيها السادة ؛ أي مشروع بالعالم يحتاج لدراسة جدوى وإدارة مخاطر . إلا هذا المبدأ الإنساني لا تحتاج معه دراسة جدوى فتوقعاتك من الناس *صفر* والمخاطر عند أدنى مستوياتها .. فكرة القانون تقول قدم 100 وانتظر من الناس *0* . ماذا يعني هذا ؟ يعني ان تعطي بلا حدود ولاتنتظر المقابل ..تسلم على شخص في الشارع فإذا لم يرد عليك فلا تنزعج ، لماذا ؟ لكون المطلوب منه *0*.
تعمل معروف في صديق لك ثم تحتاجه في موقف فلا يساعدك الواجب ألا تنزعج لكون المطلوب منه *0*. ال ريترز يقول في مقدمة كتابه أن الناس تعودوا على .. *50/50* . اعمل لك 50% وتعمل لي 50% أخدم من يخدمني يعني مصالح.
السؤال ؛ أين النقطة الأروع في القانون حسب ماذكر المؤلف ؟ يقول المؤلف أن من يطبق هذا القانون ويؤمن به يجد أن الناس لاتقابله ب *0*. فقد ضمن الله للمجتهد نصيبه من الثواب والأجر ” إن الله لايضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى” . بل إن الناس تبدأ في التعامل معه بطريقة كريمة حتى يرتفع هذا الصفر ليصبح رقما كبيرا 100/100 وأكثر بعض الأحيان وهو الجزاء المثالي مع صعوبته . الناظر في طبيعة البشر يجد انهم يتأثرون بمن يحسن اليهم ” وما جزاء الاحسان إلا الاحسان ” ” ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم” .
القرآن الكريم ضمن لنا نتائج العطاء المهم ابتداءً أن نعطي ولا ننتظر المقابل المادي أو المعنوي . أن نعطي ولاننتظر الرد ..نعطي بلا منة . إذا بادر الناس فهذا شيء رائع واذا لم يبادروا فلا يحتاج أن نجعلهم حديثا للمجالس ؛ انا مصدومة في فلانة , فلان مافيه خير، عشرات المرات يجيني واركض معاه ولما جيته في موضوع صغير خذلني . ومثل هذه الموواويل للأسف وهذا لايعني ألا نتبادل المصالح مع الناس الحياة تقوم على تبادل المنافع . رأيت نوعية من البشر يطبقون هذا القانون باقتدار ؛ هل تعلمون من أروع من يطبق هذا القانون كما ذكر ال ريترز ؟ أكثر إنسان بالعالم يمكنه تطبيق هذا المبدأ الإنساني بجدااارة هي الأم . تخيلوا ؛ عندما يكون ابنها مدمن مخدرات . هذا أروع مثال للقانون تعمل له كل شيء تذهب به للمصحات تتابع علاجه تتحمل صراخه سبابه ولعناته
بل أحيانا ضربه لها . تخيلوا المشهد ماذا تقدم له *100* وماذا يقدم له الابن المدمن *0* بل ياليت 0 أقل من الصفر . تركض به للمصحات ويتلفظ عليها تقبله ويدفعها تحنو عليه ويصرخ فيها تسعى لعلاجه ويسعى لازعاجها . هذه الاستراتيجية كان يتبعها الأنبياء والصالحين ” لانريد منكم جزاء ولا شكورا” .لو كل شخص انتظر الجزاء هناك في الحياة الحقيقية الباقية سيتحقق مبدأ الأنبياء 0/100.