الرئيسية / أقلام تنبض / دائرة التأثير والتأثر

دائرة التأثير والتأثر

دعاء العواودة

*دائرة التأثير ودائرة الإهتمام*

هاتان الدائرتان اللتان تدور بهما مجريات حياتنا ؛؛منذ أن نستيقظ وحتى نغفو وننام . كيف يدار وقتنا وجهدنا وعمرنا من خلال هاتين الحلقتين ؟؟

نعلم جميعا أن اﻹنسان بطبيعته مرتبط مع العالم الخارجي ومندمج معه ، وهو بذلك يحقق إحدى أهدافه في الحياة .. فيتواصل مع العالم المحيط به يؤثر به ويتأثر منه . ولكن السؤال ؛

كم من الوقت والجهد نسخّره ﻷجل المحيط الخارجي .. وكم من الوقت نسخره ﻷجلنا ؟ كم مقدار الطاقة الذي يستهلكها منا اﻵخر وكم من الطاقة نوفرها ﻷنفسنا ؟ أين نقع نحن بالتحديد ؛ هل نقع في مدار المحيط الخارجي .. أم نقع في مدارنا الداخلي والشخصي . أين نضيء؟؟ وأين نتوهج ؟؟ وطاقتنا تلك التي لها عمر محدد . هل نستخدمها بشكل عشوائي ومشتت .. أم أننا نستخدمها بشكل مركز ومدروس ؟

 

دعونا نعلم أمرا مهما ؛ وهو أننا في كل مرة نقع فيها داخل دائرة ” *التأثير* ” أو دائرة ” *البناء* ” فإننا نضيف الى أعمارنا عمراً آخر من اﻹنجازات والتقدم .فكلما خصصت لك وقتا أكثر تصقل به مهاراتك ، أو تطور به لغتك ، أو تتعلم علما جديدا ؛ أو ربما تشاهد او تسمع او تقرأ ما يضيف الى خبرتك ..

فأنت تقع في دائرة ” التأثير ” وتعمل على صقل ماسة مهاراتك التي تكتنزها داخلك .إنها “المنطقة” التي سترى فيها نجمك بوضوح ذلك النجم الذي سيهتدي به من حولك إليك .إعمل على توسعة دائرة التأثير لديك ودع مداها يكبر حتى يتسع *ﻷحلامك وطموحاتك* ..

 

واحذر أن تخدعك دائرة ” *اﻹهتمام* ” فتفرط المكوث فيها بغية .. تتبع اﻷخبار وتعقب اﻷحداث ومعرفة التوقعات الجوية وتقلبات اﻷحوال العالمية .. لا يكن أكبر همك *اﻵخر* ، ولا تجعل محيط اﻷحداث يستزفك ويسيطر عليك ؛ تعامل مع ذلك المحيط كما تتعامل مع *النافذة* ، تطل منها إلى الخارج .. دون أن يتطلب منك اﻷمر أن تخرج بجسدك وكيانك . هذا لا يعني أن لا نتفاعل بما يحدث .إطلاقا ؛؛ما أقصده هو أن لا نكلف أنفسنا أكثر من الازم بالذات حين يتعلق اﻷمر بأحداث وأمور لا نستطيع أن نغير أو نؤثر فيها . في النهاية كل شخص فينا أعلم بحاله وأحواله ،،أنت تعلم كم الوقت يضيع على أمور لا تجلب لك المزيد من السعادة أو الدخل أو اﻷجر هي فرصة ﻷن تراجع قائمة اعمالك خلال اليوم واﻷسبوع والسنة .. لتنظر أين تقضي معظمك ؟ هل تقضي جل وقتك خارج مدارك المخصص لك ؛أم أنك تسبح في فضاء سائب لا تعرف أين الوجهة فيه وأين المسار وأين الهدف ؟ تذكر أنه كلما إتسعت دائرة التأثير لديك ؛؛ فهذا يعني تقلص وضمور دائرة اﻹهتمام أو ” اﻹستنزاف ” عندك. وحين تعمل بنسبة 20% للاهتمام . و80% للتأثير فأنت تسير في مدارك الصحيح وستصيب الهدف الذي حددته لنفسك يوما بشكل أسرع وأفضل .

عن فريق التحرير الأدارة

شاهد أيضاً

تقنيات التدخل في التدريب

دعاء العواودة مدربة ومستشارة تطوير قيادي وتمكين قدرات   ماذا نعني بتقنية التدخل ؟؟ تقنية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *