مها نصار الدوسري/ الأحساء
كم برنامجا تدريبيا حضرنا ؟ وكم هي حصيلتنا التدريبية منه ؟
ما لذي نذكره أكثر اسم البرنامج أم أحداثه أم محتواه أم أنشطته أم لا شيء ؟
هل نسيان البرنامج يقف على عاتق المدرب أو المتدرب ؟أو الذاكرة ؟ !!
نعمة الذاكرة هي القدرة على التميز بين الحسن والرديء.
نعمة الذاكرة ليست جمادا مجرد تعبئة فراغات داخل فجوات وهمية .
نعمة الذاكرة تنتقي الأفضل والأكمل والأجمل من كل ما تحس به فكل مالم يؤثر لن تختزله الذاكرة ستتخلص منه سريعا .
الذاكرة يا صديقي حضن يجمع العقل والقلب معا وهما لا يكذبان ولا يفتريان على أحد فالبقاء في الذاكرة للأقوى .
كلنا درس الأدب وعرف نمط القصيدة الجاهلية وكيف هو عمود الشعر بدءً من الوقوف على الأطلال ووصف الرحلة والراحلة والغزل يتردد بينهما ثم يذكر الغرض الأساسي من قصيدته ويختم بأبيات الحكمة التي فيها من المواعظ ما تتناقله الألسن من العصر الجاهلي إلى يومنا هذا !
في المعلقات براعة الشاعر تظهر في تحقيق التوازن الجمالي بين الكلمات والخيال في الصور وهذا ما يشد الانتباه ويحصل منه الاستفادة تماما كبراعة المدرب في برنامجه .
فكما يقف الشاعر على أطلاله يقف المدرب بالترحيب وإضفاء وسام التقدير للمتدربين لقناعته ان أهم وسيلة في التأثير هي التقدير عبر التعارف ليتحقق القبول الذي هو مفتاح باب النجاح والولوج لتحقيق الأهداف مرورا بمراحل البرنامج وبمعية الوسائل والأدوات والأنشطة والفعاليات حتى يصل معهم إلى اكتساب المهارة التي هي مربط الفرس وبيت الحكمة الأخير في مناخ متسلسل من التوعية إلى الفهم ومنه إلى التطبيق وأخيرا( التعميق )وهذا الأخير هو ما يختزل في الذاكرة وهو جواب لأسئلة المقال أعلاه .
إلى كل مدرب اجعل برنامجك كالمعلقات يحفر بالذاكرة ولا تضيع أوقات المتدربين فستسأل عنهم يوم القيامة أو توقف عن التدريب .
أستاذة مها شدني جدا ربطك للدورات بالمعلقات ، تميزك في الطرح يؤكد في كل مقال تفوقك في إضافة جديد للقراء.