ماذا لو نسجت أفكارك في مشروعٍ ما وبذلت فيه جهداً غير عادي ، سهرت الليالي ، قرأت كثيراً ، استشرتَ أهل الخبرة والاختصاص ، لم تبخل على المشروع بوقتك ولا بجهدك ولا بمالك الذي أنفقته حباً وعطاءً ،، ثم تأتيك المفاجأة !!
لقد أصبح مشروعك بين عشية وضحاها على مكتب أحد زملائك ، أو مكتب رئيسك ، أو في ملف أحد المسئولين وقد تبناه كمشروعٍ نسبه لنفسه !!
ماذا لو عشتَ هذا الموقف ؟؟
عشرات الأسئلة ستدور في ذهنك ، وتشعر أن حقوقك تهضم ، وأنه قد أُستهين بجهدك حتى حللوا لأنفسهم سرقة حقوقك الملكية الفكرية !
أربعة حلول ستفكر بها في الوهلة الأولى ،، وأربعة أصوات ستعلو لتصرخ في جوفك تطلب منك سرعة اتخاذ القرار ،
صوتٌ يقول لك : انتقم بقوة في درسٍ لن ينسوه أبداً ،
وصوتٌ آخر يطالبك برفع دعوى أو شكوى إدارية وقضائية لدى الجهات المختصة ،
أما الصوت الثالث فهو يدفعك لأن تهدد الشخص المعتدي – أيَّاً من كان – وتبلغه بالضرر الذي سيقع عليه ،
ويبقى الصوت الرابع يأتيك هادئاً ويُلبِسك ” قبعة الحكمة ” فيقول لك : دعه وشأنه ، وابدأ في التفكير بجدية عن وسيلة لحماية أفكارك في المستقبل .
لو عشتَ هذا الموقف ،، تُرى أي الأصوات ستلبي نداءها ؟ ؟
لو كنتُ مكانك عزيزي القارئ سأمزج هذه الاختيارات الأربع معاً وأخرجُ منها بالموقف الآتي : في جلسة حوار ومكاشفة ومصارحة تناسب أخلاقي وتناسب مكانة المعتدي الوظيفية والاجتماعية أُصارح هذا الشخص بأنه قد اعتدى على حقوقي الفكرية ، فإن لم يتجاوب فأتقدم برفع دعوى لدى الجهات المختصة موثقاً بكل الأدلة والبراهين ،، ولا بد لي أن أُشعره مسبقاً بهذا الإجراء فلعله يرتدع خشية الفضيحة ، وأُكمل طريقي معتمداً على الله عزَّ وجل ، ولا ألجأ للحل الرابع إلا إذا كانت الأفكار التي سُرِقت ” عادية جداً ” لا تستحق تصعيد الموقف ، وأعتبر هذا الموقف درساً لي لا أنساه كي أحتاط لحماية أفكاري في المستقبل ،
الهمسة الإدارية :
من المهم أن تُعقد دورات وحلقات تنشيطية لمعرفة كل ما يتعلق بالحقوق الملكية الفكرية ، فهناك الكثيرون الذين يجهلونها فتضيع حقوقهم هباءً منثوراً !!
شمسه البلوشي – تربوية – خبير إداري – كاتب مقال
shamsahalblushi@hotmail.com