الرئيسية / تجربتي / د الأيوب لهذا السبب انتقلت من القانون للتدريب

د الأيوب لهذا السبب انتقلت من القانون للتدريب

إعداد : منيرة الحصان .

شارك في الإعداد : شيماء عبد الغنى

الدكتور أيوب الأيوب مدرب وحاصل على براءة اختراع في الالعاب التدريبية ، انتقل من القانون إلى التدريب بسبب اختلاف النفسيات في فهم النزاعات ، له مؤلفات عديدة وثرية واستشارات أسرية واجتماعية ، له سيرة ذاتية قيمة ومميزة دعتنا إلى طلب هذا اللقاء الشيق لنكشف آراء الدكتور حول التدريب وقضاياه المتنوعة .

نبذة  عن الدكتور أيوب

د. أيوب خالد الأيوب القناعي الأمين العام للجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في الديوان الأميري بدولة الكويت ، بدرجة وكيل وزارة مساعد منذ عام 1992م . عضو في مجلس المائة قائد “Council of 100 Leaders”– المنتدى الاقتصادي العالمي WEF. رئيس قسم القانون- كلية الدراسات التجارية، 1991-1995م، وعضو هيئة تدريس (منتدب) في كلية الحقوق . مؤسس ومستشار الجمانة للاستشارات الإدارية والتدريب ونادي الكلام والحوار ومركز المرأة ومركز القيم . مستشار وزير النفط ورئيس مجلس إدارة مؤسسة البترول الكويتية (سابقا) . قدم برامج استشارية وتدريبية (جماعية وشخصية) لشرائح الـVIP. قدم العديد من الدورات التدريبية في القيادة مثل القيادة والإبداع، القيادة بالمشاركة ، القيادة والذكاء العاطفي ، القيادة الإنسانية ، وقدم ايضا التربية بالحب ، ومهارات التوازن في الحياة، استراتيجيات التغيير، التغيير والبارادايم، إضافة إلى العديد من أوراق العمل التي قدمت إلى المؤتمرات والملتقيات العالمية .

الاختلاف في فهم النفسيات جعلني اتوجه للتدريب

دكتور أيوب ، كيف انتقلت من تعليم القانون للتدريب ؟

سؤال هام ، بعد الدكتوراه سنة 1990 واستقراري بالكويت بدأت ألاحظ أن عدد كبير من الدعاوى القانونية والقضائية والخلافات سواء في الأسرة أو في الحياة سواء قطاع عام أو خاص أو غير ربحي . وجدت في الاستشارات أن عدد كبير منها ليس في حقيقتها الاختلاف على النص القانوني أو على فهم القانون انما هو خلاف على النفسيات ، على أسلوب الاختلاف ، على طريقة الحوار . وأحيانا يكون الخلاف لجانب نفسى (عناد )  ، تكبر ؛ فيكون ليس خلاف قانوني فأحيانا شخص سلم البضاعة والثاني رفض أن يعطيه المبلغ فهذا خلاف قانوني واضح ولكن الذى يطلب المبلغ احتمال يكون الطلب بشكل شديد فالثاني يصير عنده نزغه شيطان فيقول له أنا لا أسمح أن تكلمني بهذه الطريقة ويتصعد الموضوع.

وكذلك يحدث هذا  في العلاقات الأسرية ، فوجدت أن عدد كبير ولا أبالغ اذا قلت أن ربما 70% من الخلافات الموجودة بالمحاكم والتي لم تصل إلى حكم فيها هو خلاف في أساليب الأنماط الشخصية وأساليب الحوار وليس في موضوع الخلاف في حد ذاته ، فبدأت الاهتمام بشكل أكبر بهذا الموضوع .

وهذا ما جذبني إلى ساحة التدريب ، فوجدت فيه الصراحة أولا  فائدة للناس ومتعتهم ووجدت فيها كذلك طبيعتي الاجتماعية اذا صح التعبير منذ الصغر .

بعد استمراري بهذه المنهجية بدأت اشترى أدوات تدريبية وبدأت أتعرف زيادة  ( وهذا طبعا بعد المدرسة التي كانت في شمال بريطانيا في اسكتلندا حيث أخذت مع مدرب آخر دكتور روجر ريناوى وهو يعتبر مرجع علمي أيضا في هذا المجال ، ويستخدم أدوات بسيطة جدا ويفضل الأدوات التي من البيئة نفسها واليوم عالم اليوتيوب طبعا الذى يسر علينا البحث والتعرف فالآن هذا نضج ذهني ) .

وتقريبا قبل 6 سنوات بدأت أحاول أو 5 سنوات وضعت هدف أن أصنع أو ابتكر بالأحرى أدوات وهى تأتى طبيعيا نتيجة التراكم المعرفي والاستمرار والممارسات فطبيعي أن يكون الموضوع نضج بالعقل .

فبدأت فيها ببراءة اختراع والحمد لله إلى الآن بفضل الله عز وجل لدى 4 براءة اختراع وتقريبا 7 أدوات سجلتهم حقوق ملكية فكرية في أمريكا والأربعة ثلاثة في أمريكا وواحدة في الصين .وبنفس المنهجية فطريقة الاستخدام هي منهجية علمية مستقرة وحاولت أبسط الأدوات وأحيانا حاولت الجمع بين عدد من الأدوات في أداة واحدة وهذا أيضا نوع من الاختراع .

الشخص يستخدم أكبر عدد من الحواس أثناء تعلمه

الألعاب التدريبية كيف ترى دورها في التدريب ؟

الحقيقة اول مرة أتعرف على أدوات تدريبية كان عام 1992 أخذت برنامج تدريبي مع الدكتور الين اوستن وهو أمريكي الجنسية وكان البرنامج في دبي وهذا البرنامج حول التفكير الاستراتيجي والبرنامج كان 4 أيام .وهذا المدرب هو من المدربين العالميين الذى درب حوالي 100 دولة بالعالم فهو صراحة مرجع وربما في وقت آخر سوف أتكلم عن تأثيره على تدريبي . ولما أخذت معه البرنامج التدريبي فهو يركز على الأدوات التدريبية التي بها حركة أكثر ؛ سجادة الكترونية ، زحافات .

فأول مرة بحياتي 1992 اسمع عن هذا الأمر بدورات تدريبية وكذلك النتيجة أنى كنت أول مرة آخذ دورة تدريبية منهجية فبدأت استخدامها بأشرافه وهذا الشخص نفسه بدأت التدريب على يده وطبعا دعوته للكويت ثم ذهبت إليه في أمريكا . فبدأت آخذ دورات منهجية في كيف أكون مدرب وهو يعتمد على الأدوات فبدأت استخدمها كما رأيت وتعلمت من أستاذي ثم بعد ذلك لقرابة 10 سنوات بدأت بالدخول في دورات تدريبية الذى فيه سؤالكم الكريم عن منهجية الألعاب أخذت دورات تدريبية فسافرت إلى شمال بريطانيا واخذت مع شركة تدريب هناك وهى شركة تصميم أدوات تدريبية ، فبدأت بالتعرف على المنهجية العلمية وليس فقط الأسلوب نفسه وهذا ما يطلق عليه التدريب بالممارسة أو الخبرة وهو ترجمه للمصطلح : Experiential Learning and Training أي Learning by experience أي التعلم بالممارسة والخبرة . فالشخص نفسه يستخدم أكبر عدد من الحواس أثناء تعلمه وهذا منهجية التعليم بالخبرة أو الممارسة .

 

لا يوجد أداة لكل الدورات

ما هي أهم لعبة تدريبية من الممكن أن تساعد المدرب في أي دورة تدريبية ؟

لا يوجد لعبة تدريبية تصلح لكل البرامج التدريبية .فالبرامج التدريبية تتكلم عن الآلاف وليس المئات سواء نتكلم عن مهارات فنية تقنية مثل البرمجة ، حساب الذكاء ، حساب الضرائب او نتكلم عن برنامج انساني ؛ تحليل تشجيع إدارة الآخرين . او نتكلم عن برنامج فكري ذهني نتكلم هنا استشراف المستقبل .أو نتكلم عن الابداع مثلا . فلا يوجد أداة لكل الدورات ولكن هناك أداة يمكن توظيفها في عدة دورات فيكون فيها مرونة كبيرة جدا .فهناك العديد من الأدوات في هذا المجال على سبيل المثال السجادة الالكترونية . لان السجادة الالكترونية تغطى المهارات الإنسانية والذهنية والفكرية بشكل كبير وأخف في التركيز على المهارات التقنية .

 

اليوتيوب قدم لي الكثير

ما هي الكتب التي يسافر معها دكتور أيوب ؟

عادة في السفر كتاب أو اثنين على الأكثر ، كنت في الأول آخذ كتب اكثر ولكن الآن اليوتيوب خفف الموضوع .أنا ما زلت أقرأ في الكتاب بنسخته وأحس بالورق بيدي . ولكن المحاضرات على اليوتيوب أخذت جزء كبير من وقتي وعندما أسمع أحد المحاضرين المميزين أو في دائرة اهتمامي يكون في يدى ورقة أو قلم أو طبعا الجوال وألخص المحاضرة وأضع التاريخ وأضع الموقع الذى أخذت منه من اليوتيوب لأنه يعتبر مصدر بالنسبة لي . وألخص ثم أفتح ملف واكتب مثلا محاضرة حول استشراف المستقبل للدكتور تشارلز هاندي مثلا . وبعد ذلك أضيف اضافاتي او أدعمها بمقولات شخص آخر ، فاليوتيوب أخذ جزء كبير من هذا الموضوع .

الكتب التي أميل إليها في السفر ، عادة أميل لمثلا كتاب “أراك على القمة” للدكتور ريجلر أو أي كتاب يكون في هذه الدائرة . أو مثل كتاب عن موضوع الصبر لأنى ادرس في هذا المجال كيف يدير الشخص غضبه ان صح التعبير . فهذا أعجبني لأنه ربط الغضب بقلة الصبر . وكتب تنمية الذات والقيادة والعمل الجماعي ، وهذا طبعا للقراءة العامة .

ولكن عندما يكون لدى موضوع أحضر فيه للتدريب فمثلا يكون عندي برنامج عن الابداع فأقرا شيء في الابداع ، فأقرأ مثلا لادوارد ديفونو . أو لو أتكلم مثلا عن القيادة على سبيل المثال فأقرا في كتب تخصصية .

فأول درس تدريبي أخذته هو الاستناد دائما على مصدر أو مرجع علمي وبعد ذلك يمكن أن تضيف ما شئت ؛ فمثلا نقول مرة مثل شعبي مرة أخرى زميل أخبرني ولكن دائما نستند على أساس علمي ثم نضيف ما شئنا .

على سبيل المثال في الحوافز هناك مجموعة من النظريات عددهم ليس كبير 4 او 5 نظريات فيختار المدرب من تلك النظريات نظرية يجدها هو مناسبة حيث اقتنع بها أكثر ، تأثر بها اكثر ثم يضيف اليها ما شاء . فمثلا تحولها لجداول أو لعبة تدريبية . ولكن دائما أجعل تدريبك يستند على علم ثم اضف ما شئت .

 

الأصل في المدرب ان يكون قائد 

كيف يتحول المدرب إلى قائد في الدورة ؟

سؤال هام حتى أتمنى أن تفتحون له ملف للتحقيق مع مجموعة من المتخصصين والممارسين . والاصل في المدرب أن يكون قائد ، فهناك مثلا في المدارس ما يسمى بقيادة الفصول الدراسية . وهناك شيء ثالث وهو قيادات القاعات التدريبية ؛ فالمدرب لا يكون تابع فلا يؤثر عليه المشاركين بحيث لا ينتفى بالأخر الهدف من البرنامج . حتى الأمور البسيطة مثل أخذ استراحة فكل مشارك له رأى وهو اختلاف طبيعي . مثلا هل يجعل الأسئلة خلال البرنامج أم يوزعها كل ساعة يأخذ أسئلة . كيف يدير شخص كل فترة يقاطع كثير ويحدث بلبلة في القاعة تحدث أحيانا وان كان قليل . فيحدث أن يكون هناك شخص مزعج قليلا أو شخص عنده ظروف معينة جعلته يتصرف تصرف غير سليم

فهو بالخطوة يجب أن يستطيع ان يقود نفسه ، فهذا في القيادة الشخص أولا يقود نفسه ثم ينطلق ليقود الآخرين . وليس بالضرورة كل شخص يقود نفسه يستطيع ان يقود الآخرين . الأولى تتعلق بالذكاء الذاتي والثانية تتعلق بالذكاء الاجتماعي . لكن اذا اجتمع الاثنين هذا يكون افضل .فالمدرب أول ما يبدأ بقيادة نفسه ؛ يتحكم في مشاعره ، في سلوكه ، يتحكم في ارادته ثم ينتقل بعد ذلك للآخرين . وبهذا يكون قدوة للآخرين وهذا يساعده على ان يقودهم بنجاح.

 

إنما الاعمال بالنيات

كبسولة الحكم التي خرجت منها في عالم التدريب ؟

اعتقد أول شيء نبدأ به كمسلمين على لسان الرسول عليه افضل الصلاة والسلام التوجيه الرباني “انما الأعمال بالنيات” . الانسان يدخل التدريب والتدريب عبادة ما في شك .

فإذا قلنا التدريب عبادة يندرج تحتها مجموعة من التفريعات : أن يكون هناك امانة علمية ، ان يكون صادق مع المشاركين ، أنه لا يسئ استخدام التدريب (فمثلا يجعل التدريب وسيلة لأغراض أخلاقية سيئة :أكل أموال الناس بالباطل) فيكون صادق في الموضوع .هذا أولا ان الأعمال بالنيات والناحية الثانية ان يتذكر أيضا حديث الرسول عليه افضل الصلاة والسلام “المؤمن الذى يخالط الناس ويصبر على آذاهم خير من المؤمن الذى لا يخالط الناس ولا يصبر على آذاهم” . فالمدرب يخالط فهو لابد أن يتحمل الآخرين ؛ أحد الأشخاص فهمه بطئ أو أحد الأشخاص بينهم ولكن يريد أن يزعج المدرب من الممكن أن يحدث وكذلك شخص يختلف مع المدرب في الرأي ، شخص عنده حساسية من نوع معين في داخل القاعة . وهذا ليس دائما ولكن وارد .

والناحية الثالثة لابد أن نقول التدريب عبادة فبا لإضافة للجانب الاخلاقي ، فالناس لن يتسامحون في أن يكون المدرب أخلاقه سيئة لان هذا الأمر مرفوض نهائيا . فالمدرب الناس يسلمونه أبنائهم وبناتهم وأخواتهم واخوانهم وزوجاتهم وأزواجهم وآبائهم وامهاتهم فهذه مسئولية .

الذى أخاف منه أنه يجب أن يكون المدرب متمكن من العلم الذى يقوله فإذا لم يكن متمكن فعليه أن يعتذر . مهما كانت اغراءات البرنامج التدريبي يقول أنه لا يستطيع أن يقدمه . ولا يقول أنه ليس مؤهل ولكن يقول أنا غير مستعد لتقديمه الآن اذا كلن يخجل أن يقول أنه غير مؤهل .

فالنصيحة الأولى من أستاذي في التدريب ، أيوب استند على علم وبعد هذا قل الذى تريده .

 

الاخلاق والقيم والجانب المعرفي والصبر من اهم دعائم المدرب

ما هي أهم الدعائم التي يتطلب من المدرب البناء عليها وعدم التخلي عنها ؟

الجانب الأول الاخلاق والقيم فلا مجال للتنازل عنها خاصة أمهات القيم . الجانب الثاني الجانب المعرفي والجانب الثالث وهو لابد أن يكون حازم في بعض الأماكن فلا يرضى المشاركين على حساب القيم . فلا يوجد تنازل عن القيم ، واعتقد هذا الجانب الرئيسي للمدرب . واذا كان المدرب أصبح عالم وأنه أصبح متمكن ولا يفوته شيء فهذا صعب “وما أوتيتم من العلم إلا قليلا”. فهو يجب أن يكون مطلع على الموضوع ومطلع على اساسياته وبعد ذلك يلاحظ الأشياء الملحوظة إذ ربما يجد شيء حديث في مادته .

والشيء الأخير هو أن يكون صبور وبمعنى يتحمل الناس . واذا أضيف شيء فهو أنه يجب على المدرب ان يحب التدريب ويحب الناس ويساعد الناس . وبحبه للناس يهون على نفسه 6 ساعات واقف بالقاعة ، ويهون عليه الأسئلة المختلفة ، ويهون عليه عندما يطلب منه أي شخص إعادة شيء يرى أنه تم شرحه بوضوح .

 

لابد أن يكون لدى المدرب ثقافة نفسية

ما هو حجم الثقافة النفسية التي يجب الالمام بها ؟

ما عرفت المقصود بالضبط ، هل هي الثقافة النفسية العامة وليس التخصص في العلم النفسي أو الطب النفسي .فأنا اعتقد يكون له ثقافة في علم النفس وليس متخصص أكاديميا في علم النفس .

فمثلا اخذ برامج تدريبية أو جلس مع مستشارين أو يسمع أطباء نفسانيون لكى يتعلم . فأحيانا يأتي شخص لي ويقول هل لدى وسواس قهري فليس تواضع منى أقول له لا أستطيع تشخيص ما لديك فلست متخصص في المرض النفسي ، فربما أقول رأيي لأحدى المرضى في مرض نفسى فيذهب وينتحر بان أكون أخطأت في التشخيص .

فأنا فعلا اطلعت بشكل عام على الأمراض النفسية ولكن ليس لدى القدرة على التشخيص في الموضوع . فمثلا في كتاب صدر من زمان في مصر وهو كتاب “الأثر النفسي للقرار الإداري” ، فهذا كتاب يجب أن يعرفه كل شخص ويقرأه . وأيضا الكتب التي تتكلم عن العلم النفسي والتدريب فلا تكون كتب تخصصية عميقة ولكن تكون كمثل علم النفس لغير المتخصصين . فمثلا هناك القانون لغير القانونيين والمحاسبة لغير المحاسبين .

فالمدرب اذا كان غير متخصص في علم النفس يجب أن يكون على دراية بعلم النفس حتى يستطيع ؛ أولا التعامل مع نفسه كأن يكون لديه حساسية أو غضب أو شك . فإذا كان هو نفسه في مشكلة يخلصها أولا . فمثلا ربما يكون أحد الحاضرين من ذوى الاحتياجات الخاصة والمدرب على غير علم بالحالة فيحتاج في تلك الحالة إلى ثقافة نفسية ويلم بها لتساعده كثيرا في التدريب .

 

أسأل أهل التخصص في أي موضوع للتدريب

ما هي المحركات الفعلية التي تضمن استراتيجية تحديث المدرب لمواكبة العصر ؟

اذا كان المقصود هو الوصول للجديد في الموضوع ؛ فمثلا يسأل أهل التخصص . فأذكر عندما ابتكرت أول أداة تدريبية ذهبت واستشرت أحد دكاترة كلية تربية ما هو تأثير الأداة على المتدرب . فهذا ليس ساحتي ولا مجالي وانا أيضا لا أبغى أن أكون متخصص في هذا المجال بالذات . فالحل ان اذهب الى متخصص من أهل الذكر ليساعدني في الموضوع .

وكذلك أحيانا عندما نتكلم عن السلامة في الأداة التدريبية يذهب المدرب لمتخصص فليس من المعقول أن أقوم في كل مرة بعمل بحث عن شيء جديد في موضوع لا اعرفه . فالوقت لن يكفى والعمر لن يكفى لنكون موسوعات . ومن هذا اليوتيوب وجوجل وطبعا كل هذا سهل الكثير من المواضيع . فيجب أن يتدرج من مجموعة من المتخصصين ثم إلى مجموعة المراجع ثم دائرة البروفات ثم الانفتاح العام على هذا الموضوع .

ومنها أيضا أن يتابع الشباب . فمثلا عندما نقول أنى 25 سنة في ساحة التدريب أحيانا أحضر دورات لمدرب شاب في سن ابنى . فأحيانا يقول المدرب الشاب لا دكتور أنت استاذنا أو كلام من هذا القبيل فأقول له ليس هناك أستاذ . فانت كشاب لديك من المعارف والأدوات ما لم يمر علي في حياتي ، فانت قريب لشريحة الشباب أكثر منى .

وأحيانا أطلع على المجلات والمواقع التي تهتم بالشباب حتى أعيش معهم . فأحيانا يطلب منى المداخلة في البوكيمون وانا الصراحة لم اجربه أو استخدمه من قبل فلا يصير أتحدث فيه . فاذهب واستشر الشباب الذين يعيشون فيه وكذلك استشرت الآباء الذين ذهبوا في جولة مع أبنائهم للبحث عن البوكيمون . وهذا يساعد الانسان على ان يواكب العصر في التدريب .

 

يجب أن المدرب ذو اخلاق وقدوة ومتمكن علمياُ وأن يقتنع بأن التدريب عبادة ويتقى الله في تدريبه

في ظل وفرة المدربين اليوم ، من هو المدرب الفعال الذى يترك أثرا ملموسا ويكون حاجة ماسة في صناعة المجتمعات ؟

اعتقد أن الإجابة موجودة في داخل السؤال فالمدرب الفعال يترك أثر ملموس ، ليس 100% فهذا صعب ولكن يجب أن تكون هناك نسبة كبيرة من التأثير وهو ما يطلق عليه قياس أثر التدريب . فهل بعد خروج المتدرب من التدريب بدأ يتغير ؟ ، فهل بدأ ان يقتنع بالتغيير ولو 5% . فالمدرب الفعال يرى الأثر الذى يحدثه في المتدرب والمواصفات طبعا التي يجب أن تتوافر فيه الأخلاق وأن يقتنع بأن التدريب عبادة ويتقى الله في تدريبه وأن يكون قدوة وان يكون متمكن علميا .

 

استخدم ذوقيات وسائل التواصل الاجتماعي في المجتمع

مع تقدم التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي ، حدثني عن تجربتك بالبرامج التي تستخدم هذا الجيل ؟

هذا السؤال هام جدا فاليوم وسائل التواصل لها تأثير له أبعاد عديدة . البعد الأول وهو الجانب الأسهل ، فهل المدرب يستخدم هذه الوسائل والتكنولوجيا في تدريبه ؟ أنا بالنسبة لي اذا صح التعبير اعتبر وسط فلم ابتعد عنها ولست متمكن فيها . وأتمنى يوم من الأيام أن أكون متمكن من استخدامها بشكل كبير مثل استخدام التكنولوجيا في القاعة والتي تخدم التدريب خدمة كبيرة الصراحة .

فبعض أصحابي في الكويت بالذات من جيل الشباب يتواصلون وهناك الآن أجهزة سهلة . ففي الأول كانت أسعارها غالية جدا ولكن اليوم أسعارها صارت رخيصة مثل موضوع النوفيتور والذى يستخدم كمثال في البرلمانات ، وهو جهاز بسيط جدا اليوم .وموضوع فتح الشاشات مع بعضها والتدريب المتنوع ، وهذا يعتمد على أن المشاركين يكونوا مع بعضهم في قاعة واحدة متشاركين on line . فهذا الموضوع أنا اعتبر وسط وأتمنى أن أرفع مستواي في هذا الأمر .

وهذا هو بعد استخدام المدرب للتكنولوجيا . أما وسائل التواصل الاجتماعي فأنا موجود في الواتس اب وبعض الوقت جربت السناب شات ولكن لم أدخل إلى تويتر إلى الآن على الرغم من أهميته وان له تأثير كبير ولكن أخاف أن يشغلني الصراحة فهو يحتاج على متابعة وحضور يومي . ولكن أنوى ربما على السنة الجديدة ببدايتها يكون لدى نقلة ان شاء الله . وربما يصدر شيء جديد من وسائل التواصل الاجتماعي ما خطر بالبال .

والبعد التالي في نفس السياق أقدم برامج هي ليست كثيرة ولكن أقدم برامج فمن زمان وبدأت هذه السلسلة . أتذكر أحدها كان في دبي قبل 12 سنة قاموا بعمل مؤتمر جميل The E-Girl أو ما يطلق عليه فتاة رقمية . وكان موجه لفتيات الاعدادي وأولى ثانوي ويتحدث عن كيف للفتاه وهذا الوقت كان اول ظهور الشات والماسنجر . وكان الذى قدمته هناك هو ذوقيات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في وقتها .

وكذلك كان هناك برنامج جميل بقطر برعاية الشيخة موزة اسمه “مواجهة الفضائيات الهابطة” ، ويتكلم عن التليفزيونات وكيف يكون للشاب والشابة لديه بيده ريموت كونترول لكى يتحكم في نفسه تحكم ذاتي ويكون لديه حصانة ذاتية ورقابة ذاتية أن يشاهد قناة غير هابطة . وأيضا قبل فترة في جدة بخصوص موضوع أثر التقنية على التربية وكيف يجب ان يواكب الآباء والأمهات تلك الوسائل أو على الأقل يعرفونها وليس شرط ممارسة تلك الوسائل . فلا يشترط أن تقوم الأم مثلا بالدخول الى سناب أو تدخل تويتر . ولكن يجب أن تكون على علم بها فإذا لم تكن على علم بها سيصير هناك صراع الأجيال كما يسمونه وسيصير هناك فجوة كبيرة بين الآباء والابناء. فنحتاج جميعا أن نكون قريبين من أبنائنا وبناتنا .

 

حنين وشعب الدودو العظيم أهم كتابين لقلبي

بالنسبة للكتب أين دور الدكتور أيوب ؟

فأنا مقل في الكتابة ككتب أما في الملفات التدريبية الحمد لله قطعت شوط كبير فيها . أما في الكتب فهناك كتاب ما اسميه اقرب إلى التاريخي ؛ فخلال أزمة الخليج الثانية كنت مع أحد الزملاء الدكتور وائل الراشد نكتب أحداث الأزمة التي حدثت داخل الكويت وصدر بعدها في توثيق لهذا الحدث .

ثم هناك كتاب اسمه الثقافة القانونية والذى يدرس في كلية دراسات تجارية ويعتبر مدخل للقانون . وبعد ذلك بدأت روايات في نفس الشيء منذ 10 سنوات وصدر مجموعة من الروايات .

وهناك اثنين سأركز عليهم أحدهما اسمه “شعب الدودو العظيم” ، والدودو هو كائن انقرض لعدم قدرته على التكيف مع المجتمع وهى قصة حقيقية . فالحدث حقيقي ولكن جعلت منه قصة بأن هذا الطائر يعيش في مجتمع وله حكيم وقائد وله أفراد . فهو يتكلم عن القيادة واستشراف المستقبل . الكتاب الثاني قصة اسمها “حنين” توثيق لهجرة اسرة فلسطينية شجاعة بطلة من مخيم بعلبك في لبنان إلى الدنمارك ثم إلى السويد فهي قصة كفاح . فسميت باسم حنين الطفلة التي ولدت بعد أن وصلوا بشهرين والحمد لله هي الآن في السنة الخامسة في كلية الطب وانتهت من الثانوية العامة بمعدل 100% . فهذان الكتابين قريبين جدا إلى قلبي .

 

قاعات التدريب ليس ساحات للجدل بل تركز على المهارات

من وجهة نظرك ما أبرز الأخطاء التي يقع فيها المدربين والمدربات ، خاصة المستجدين في خوض هذا الميدان ؟ وما الحلول المقترحة لمواجهتها ؟

فأقول باختصار هو نوعين اما الاستعجال ؛ فينزل المدرب القاعة التدريبية وهو غير مستعد علميا أو غير مستعد نفسيا فيرتبك . فهناك نقطة هامة وهى أنى أنصح المدرب ألا يتأخر في النزول . فلا يستعجل في النزول ولا يتأخر أيضا في النزول . وأيضا لا ينزل التدريب فقط للشهرة أو لمصالح لغير غرض التدريب وهو مساعدة الناس على التغيير وتمكينهم من مهارات معينة. ومنها أيضا عدم مواكبة المستجدات في التدريب . ومنها أن يكون لديه مشكلة بأن يكون حساس (مشكلة أخلاقية) أو متكبر أو لا يتقبل الرأي الآخر .

ونقطة أخرى أيضا ألا ينكب المدرب على نفسه ، فبعض المدربين مثلا بالمملكة العربية السعودية إلى اليوم وهو مدرب يذهب إلى مدربين ومستشارين ويأخذ آرائهم ويأخذ دورات ويطور نفسه ، فالعلم ليس له حد .

وفي القاعات التدريبية أيضا هي ليست قاعات جدل فهي ليس قاعات أفلاطون و أرسطو ؛ فالمدرب يختار نظرية علمية مثل نظرية هرم ماسلو في الحوافز ويختار أحد المشاركين نظرية هيرزبيرج في الحوافز فلا تصير بهذا الشكل قاعة تدريبية . فالمدرب يوضح أن النظرية التي اختارها استند في اختيارها لأسباب معينة يوضحها للمشاركين ويدرب من خلالها ويصمت .

ونأخذ مثال ثاني ففي أغلب نظريات الحوافز ترى أن المال حافز وواحدة من النظريات ترى أن المال حاجة وليس حافز . فالتوجهين يتفقون على أهمية المال ولكن واحدة تقول ان المال حاجة وواحدة تقول حافز .

فلا يصير جدل في القاعة أيهما صح فهذا بقاعات البحث العلمي . ففي قاعات التدريب لا يوجد مجال لجدال علمي ، ولكن يكون التركيز في القاعة التدريبية على كيف يقوم بالتحفيز . فالأصل في القاعة التدريبية هي المهارات أكثر من الجانب المعرفي .

 

لا يوجد في دول الخليج جهة معينة مرجعية للتدريب الفعال .

ألم يحن موعد تأسيس علمي للتدريب يحاكى الجامعات والمعاهد لضمان جودة أداء المتدربين ؟

ما في شك في هذا فهو شيء هام علما بأن التدريب في وضعه الحالي ما يأخذ مساحات واسعة من الحرية . إذا أنشأ هذا الكيان لا يكون الهدف منه تقييد التدريب بقدر ما هو لضمان جودة أداء المتدربين .

فاليوم في العالم الغربي نفس الشيء هناك متدربين يسيئون استخدام التدريب وهناك متدربين تجاريين حتى في العالم الغربي ولكن عندهم ضوابط . على سبيل المثال فالمراهقين لا يدربهم إلا شخص متخصص في تدريب المراهقين. وهذا شيء جيد طبعا .

وهنا محاولات كثيرة في هذا المجال مثل الضوابط الخليجية ولكن إلى الآن ليس في دول الخليج جهة معينة على حسب معلوماتي كجهة مرجعية في التدريب بالفعل . فلم يصل إلى الآن بيت للمدربين يذهب إليه بحد ادنى مجموعة من المدربين . ولكن ككيان هناك الآن المؤسسة العامة للتدريب والتقنية وفى الكويت لدينا الهيئة العامة للتعليم التطويري والتدريب والإدارة العامة . فأي توجه يضمن جودة أداء المدربين يكون محمود بإذن الله .

 

قلب التدريب القيم مع العلم ثم الممارسة

ما هي الكلمات التي تنهى حديثنا الشيق ؟

التدريب هو مجال من مجالاتي وهذه نقطة هامة فالبعض يقول هناك مدرب تجارى وحقيقة المدرب بشر مثل ما يكون هناك طبيب يسئ استخدام الطب أو محامى يسئ استخدام القانون أو معلم يغشش طالب ومثل مهندس لا يخلص في عمله ، إلى آخره .

فالتدريب مجال من هذه المجالات . فالنقطة الأولى يجب أن نطمح أن يكون المدرب على مستوى عالي من الأخلاق فيكون مؤتمن على مجال تغيير المجتمع وتغيير الأفراد .فالتدريب ينتقل الفرد من أداء منخفض لأداء عالي ، ومن مؤسسة ربحها ضعيف إلى ربح مرتفع ، وينقل من مؤسسة فيها فساد إداري إلى مؤسسة ليس بها فساد إداري . فنتمنى أن يكون قلب التدريب القيم مع العلم إلى ممارسة وهى ما تعكس قلب التدريب مباشرة وهو المهارة التي تؤدى إلى حدوث تغيير .

 

عن فريق التحرير الأدارة

شاهد أيضاً

استشراف المستقبل التدريبى

أجرى الحوار أ/ مها نصار الدوسري نائبة تحرير مجلة التدريب والتنمية البروفيسور تيسير صبحي يامين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *