المعلومات .. ودروها في التنمية.
تمثل المعلومات في الوقت الحاضر واقعاً مختلفاً عما كانت تمثله في أوقات سابقة فهي في تنام مستمر حتى أصبح ينسحب على هذا العصر بأنه عصر المعلومات (انفجار المعلومات) لما تمثله كمدخلات يستفاد منها أوجه التنمية المختلفة الاجتماعية والاقتصادية والتقنية، والمعروف أن ما أوجد هذا التدفق الهائل هو زيادة التقارب المذهل الذي أحدثه تطور الاتصالات ووسائلها الناتجة عن معطيات التقنية والتي بدورها كانت تتجه نحو استخدام المعلومات استخداما جيداً في البحوث والابتكارات حتى توصل الإنسان خلال العقود المنصرمة إلى تلك المعطيات التقنية المتطورة ، مما أظهر بدوره تنامي كبير لحجم تلك المعلومات وسهوله تدفقها إلى أن تم بناء ما يعرف بشبكات أو بنوك المعلومات والتي تمثل تجسيداً لواقع السيطرة على حجم وتعاظم المعلومات ليمكن الاستفادة منها عند الحاجة.
إن ذلك التسارع في حجم المعلومات يفرض أن يكون هناك تكويناً جيداً لها بالشكل المناسب الذي يمكن من الاستفادة منها عند الحاجة وبالقدر المناسب ، ويتم ذلك بمراعاة عدة مقومات يتطلب توافرها من حيث الاكتمال والصحة والدقة وأن تزود للمستفيد في الوقت المناسب لما تمثله من أهمية في اتخاذ القرارات كمورد تعتمد عليه الإدارة ، ويمكن تحقيق تلك المقومات بمراعاة ما يلي:
- أن تختـــــــــــــار المعلومات وفق الغرض الذي تغطيه دون توســـع غير ضروري ، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق المسوحات الجيدة لمصادر توافرها والرقابة على المستجد منها ليمكن الاستفادة منه.
- أن تحلل تلك المعلومات وفق الطرق المنهجية لمعرفة درجة الحاجة إليها وآثارها ونتائجها.
- أن تحفظ تلك المعلومات وفق طرق علمية وفنية تساعد على المحافظة عليها وعلى سرعة الحصول عليها في الوقت المناسب.
- أن يتم الرقابة على عملية تداول تلك المعلومات بغرض ضبط عملية انتقالها بين المستفيدين بغرض المحافظة على تكوينها الأساسي دون زيادة أو نقصان ، وكذلك تحديد مسئولية محتواها.
- أن يتم تطوير واقع تلك المعلومات وأساليب إدارتها وتنظيمها والأفراد القائمين عليها، بما يناسب أهميتها في هذا العصر.
إن تنامي تلك المعلومات وزيادة حجمها لا يجب أن يفرض واقعاً للتخوف منها، حيث أصبح ذلك واقعاً ملموساً للتطور الذي يعيشه الإنسان في تعامله مع معطيات هذا العصر المتسارعة والتي منها المعلومات والتقنية، ويتجاوز ذلك التعايش إلى أن أصبح في بعض الأحيان مواجهة حقيقية في قدرة الإنسان للتعامل مع تلك التحديات المتسارعة ، وتظل تلك المعلومات قضية للإنسان في إدراكه لأهميتها وهل يتحكم بها؟ أو تتحكم به؟ وتظل تلك المعلومات قائمة في تحديها له طالما هي ناتجاً لعصر انفجار المعلومات الذي لم ينته بعد وبالتالي إدراك دورها الفاعل في التنمية.
د. عجلان بن محمد الشهري
أستاذ مشارك، معهد الإدارة العام