حالة الطقس لأهميتها أدرجناها في أجهزتنا الذكية ، و تابعناها في النشرات الفضائية ، فهي من الأمور الهامة التي تشغل بالنا جميعا و خصوصا مع تقلبات المناخ ،و لعل أثقلها عبئا هي موجات الغبار و العوالق الترابية ، فلا يخلو بيت من محاليل النظافة و التعقيم و التطهير ، و يكثر البحث عن المنظفات الأقوى مفعولا و الأسرع فتكا ، فنحرص على سد الثغرات و ردم الفتحات خوفا من هذا الغبار وما يحمله من أوبئة و جراثيم ، و من المستحيل التغاضي و عدم الاكتراث و إلا انتشرت الفيروسات و تراكمت الوعكات الصحية ،فيضعف فينا الجهاز المناعي و يتدهور بنا الحال. فكيف الحال؟! كيف الحال مع أنفسنا ؟ كيف نمنع صمام الأمان في أنفسنا أن يشوبه عوالق تدمره ؟
نحن نتواصل مع الآخر طوال اليوم و حتى في أحلامنا نتواصل و من الطبيعي في علاقاتنا الاجتماعية أن تختلف وجهات النظر و تتباين ردود الأفعال ،و يحتدم النقاش ، لكن من الغير طبيعي أن تولد الشحناء لمجرد الاختلاف و إبداء الرأي أو النقد ، للأسف تتفنن بعض الأنفس في روح العداء و المنافسة بالرد بالصاع، و تتبع الزلات و السقطات و الشماتة و ما هذه إلا قضبان حديد ترتفع و تزيد ، لتشكل سجنا أبديا من الصعب على صاحبه الخروج منه ، فيعيش في قلق مستمر فلا يهنأ بعيش ولا يرتاح له بال ، ولا يطيب له خاطر، والقلق سبب رئيسي للأمراض و الكوابيس و بهذا يتحول القلق إلى سلسلة من المعاناة تبدأ بالهم و الغم ولا تنتهي حلقاتها فما هو الحل ؟
إن كبسولة العلاج و التي تصرف بدون وصفة طبية ولا توجد على أرفف الصيدلية ، وهي متوفرة وغير مستخدمة لدى البعض ، ألا وهي وصفة التسامح ، ووصفة المعاناة هي عدم التسامح ، و محلول التعقيم الأنقى هو قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : (تفتح أبواب الجنة كل يوم اثنين وخميس ، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا ، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء ، فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا) .
فلنسأل أنفسنا يوميا : كيف حالك اليوم ؟
شاهد أيضاً
تطوير الجامعات السعودية في ضوء فلسفة الجامعة المتجددة – تصور مقترح
تطوير الجامعات السعودية في ضوء فلسفة الجامعة المتجددة – تصور مقترح. الباحثة: ملاك بنت محمد …