الرئيسية / أقلام تنبض / القيادة والسيطرة !

القيادة والسيطرة !

Dr.Adel-Saleh-web

القيادة والسيطرة !                             
على المائدة التربوية تبرز قضايا بين الحين والآخر وتخفت بعضها تارة وتخبو تارة ومن هذه المواضيع التي تثير مناخا تفاعليا دوما موضوع توضيح الحدود الفاصلة بين ساحل الإدارة والقيادة عبر العلاقة بين الإدارة من جانب وبينها وبين القيادة والسيطرة والتسلط من جانب آخر .
بداية يجب أن نعرف أن القائد يمكن أن يكون مديراً ولكن ليس كل مدير قائداً، لذا فهناك فرق شاسع بين مدير يتمتع بسمات القائد من ذكاء وحنكة وسرعة بديهة وثقة بالنفس، وقدرة على التخطيط وتحديد الأهداف، واتخاذ القرارات، وغيرها من صفات القيادة، ومدير يستمد سلطته من منصبه فقط دون أن يتمتع بالضرورة بسمات القائد أو حتى يحاول اكتسابها، فالقائد يمكنه أن يتعامل ويحصل على أعلى جودة وإنتاجية  من  مرؤوسيه دون أن يشعرهم بسيطرته لأنه في قرارة نفسه أيقن   بالاستجابة كما خطط لها و سيمتثلون لأوامره وينفذون قراراته بإخلاص وكفاءة وتفان  لثقتهم في حكمته وحنكته وإيمانهم بأنه يعمل في مصلحة الفرد والمؤسسة، في حين أن المدير وخاصة المتسلط قد يفشل في فرض سيطرته بل يحاول فرض رأيه بلا نقاش بما يعني أنه يقوم بممارسة التسلط على مرؤوسيه بحكم منصبه ومثل هذا النوع غالبا ما يتسم بقلة الصبر، والغضب السريع والعصبية والمزاجية والاستبداد وحب الظهور حتى ولو على حساب موظفيه ونكر جهود وإبداعات موظفيه، لذا سيكون هناك التفاف على تنفيذ قراراته أو تنفيذها لمجرد إطاعة أوامر المدير وهو ما سينعكس على أداء الإدارة أو المؤسسة الذي يتولى إدارة دفة أمورها، وفي هذه الحالة يمكن أن نقول أن هناك أزمة إدارة، ولا سيما أن لم يحاول المدير تطوير قدراته الإدارية وتطوير مهاراته وتغيير سلوكياته حتى لولم يكن يتمتع بصفات القائد الفطرية، لأن هناك الكثير من صفات القيادة ما يمكن تعلمه مثل مهارات التواصل والتخاطب والقدرة على التخطيط تحليل المشكلات وغيرها من المهارات الرئيسية للقائد، ولكن في حال عدم إدراكه بما ينقصه من مهارات وقدرات سيصبح هو في ذاته أزمة للمؤسسة الذي يتولى إدارتها بدلاً من أن يكون مهمته إدارة الأزمة، وهنا سيعد بمثابة تهديدا لتحقيق أهداف وخطط المؤسسة .
وإن كان مفهوم القيادة الإدارية ظهر حديثا كمصطلح فإنه ظهر كممارسة منذ قديم الزمان وقد أرسى الإسلام قبل أكثر من 14 قرنا العديد من القواعد الإدارية الراسخة والمتطورة ومن أبرز تلك القواعد والمبادئ مبدأ الشورى والأمر بتطبيقه ليتسنى للناس أن يكونوا شركاء في المسؤولية.‏
وختاما، يجب أن يعرف كل قائد وأن يعي كل مدير أن القائد يستمد أسس نجاحاته  ونفوذ إمكانياته من  الآخرين بناء على  ثقته بنفسه وقدرته على كسب احترام الآخرين وتقديرهم له إضافة إلى قدرته على تحمل المسئولية ، ومن هنا تنبع أهمية اختيار القادة والمديرين في أي مؤسسة،   لأن سوء اختيارهم يولد الكثير من المشاكل الإدارية .

الرئيس التنفيذي لشركة الأحساء للتنمية
عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للإدارة
الدكتور عادل بن احمد بن يوسف الصالح
Dr.adelalsaleh@yahoo.com

عن ناصر السبيعي

شاهد أيضاً

تطوير الجامعات السعودية في ضوء فلسفة الجامعة المتجددة – تصور مقترح

تطوير الجامعات السعودية في ضوء فلسفة الجامعة المتجددة – تصور مقترح. الباحثة: ملاك بنت محمد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *