هل سألت نفسك يوما إن كان اسمك من ضمن قائمة المدربين المتميزين أم لا ؟
وهل سعيت الى ذلك بجدية ؟
ماهي مواصفات المدرب المتميز إذن ؟
نعلم جميعا أن التدريب الناجح والمثمر هو الذي يطور الأداء ويمكّن القدرات ويحسن المخرجات ، ونعلم أيضا أن هذا لن يتحقق إلا بأدائك كمدرب فاعل ومؤثر ؛ ويظهر أثر ذلك جليا بنهاية برنامجك التدريبي ليس لدى المتدربين فحسب بل لدى المنظمة أيضا وذلك بتعزيز تنافسيتها وتعظيم انتاجيتها وتنمية أرباحها.
يرى العديد من المختصين والباحثين أن للمدرب دوراً كبيراً وأساسياً في نجاح البرنامج التدريبي وتحقيق أهدافه ، فالدور المرتقب من المدرب من إثراء المعرفة وتوجيهها نحو التطبيق وتنمية المهارات وتعزيز الاتجاهات الإيجابية وتمكين الأدوات التطبيقية لدى المتدربين من خلال تنظيم التفاعل وتبادل الخبرة والتجربة في البيئة التدريبية هو ما يرفع العائد على الاستثمار في التدريب.
ومع الانفتاح المعلوماتي وتسارع التطور التكنولوجي ونظم الاتصال واتساع إطار التنافسية إلى نطاق عالمي أصبحت الحاجة ملحة إلى تطوير نظم التدريب , إذ أصبح التنافس بين الدول والمنظمات هو امتلاك العقول واستقطاب الكفاءات وتمكين رأس المال البشري واستقطاب أصحاب الإنتاجية الفاعلة وهذا ما يحققه التدريب.
والمدرب المتميز هو الذي يعمل في إطار موجهات التنمية فيكون جزءاً فاعلاً ومؤثراً في التغيير والحراك التنموي، وهذا من تبحث عنه المنظمات الديناميكية لما له من أهمية في صياغة وصناعة المستقبل والميزة التنافسية وقبول التحدي، حيث يؤدي المدرب دوراً مهماً في القفز النوعي بمدخلات ومخرجات العملية التدريبية مما يتطلب منه أن ينمي قدراته ويدربها بما يكفل أن يكون نموذجا يحتذى به في التدريب بما يحمله من شرف المهنة والرسالة بقدراته ومهاراته وحكمته وخبرته في تحقيق اﻷهداف.
لقد عكفت المنظمات الناجحة على رعاية مدربيها ونموهم وذلك بتزويدهم بما يلزم لدفع عجلة النمو ومواكبة التطور الهائل في نظم الإدارة والإنتاج والاتصال والتقنية ، فكانت التنمية الذاتية ركن أساس يستند عليه المدرب للوصول إلى التميز فينعكس ذلك بالإيجاب على الفرد والمنظمة ،
ولكن يا ترى ماهي اﻷساليب والوسائل التي يمكن أن يتبعها المدربون للاستمرار بالتنمية الذاتية؟
في الحقيقة هناك العديد من تلك الوسائل ولا بد أن يسعى المدرب ﻹمتلاكها فيحيط جهوده بمنهج يعينه على اتخاذ القرار الصحيح عند اختياره لقنوات وأساليب التنمية المناسبة ويكون ذلك بـ:
1 . تحديد مجالات التطوير:
وذلك من خلال الوعي الذاتي بنقاط القوة والضعف ذات الصلة بالقدرات المهنية والذاتية باستخدام أدوات التقييم الذاتي.
2. التأكد من فعالية التقييم الذاتي:
يتم التركيز هنا على نقاط الضعف الفعلية لتسأل نفسك ..
– ماذا سيحدث لو لم أقم بتنمية مهاراتي ؟
– ما العوائد المتوقعة جراء عملية التنمية ؟
ثم تقف على نقاط القوة وتحسنها
3. بلورة المنافع الكلية وراء التنمية :
على المدرب أن يتضح من العوائد جراء عملية التنمية وبالذات العوائد الشخصية.
4. وضع قائمة بأولويات وأهداف التنمية :
بناءً على ما سبق من أساليب الوعي المنطقية واللاوعي البديهية في الاختيار.
5. تنمية خطة عمل للتنمية الذاتية :
وذلك بوضع خطة بمراحل تشرح عملية التنمية وكيفية متابعة وقياس النتائج .
بناءً على ما سبق يتجلى أمام المدرب شكل الطريق الذي لا بد من اتباعه للوصول الى التميز ابتداءً من التقييم المستمر لملكاته التدريبية ومؤشرات أدائه مرورا بالتطورات البيئية الداخلية والخارجية والعوامل المؤثرة فيه انتهاءً بصقل قدراته ومهاراته ليتمكن من تجسيد اﻹبداع عن طريق تحقيق معايير اﻷداء وتحقيق القيمة المضافة .
دعاء العواودة
مستشارة ومدربة تطوير ذاتي وقيادي
مستشارة تحليل الشخصية بمقياس بيركمان