قبعات التفكير و احذية العمل

قبعات التفكير و احذية العمل

تهتم التربية طبقا للتقاليد الاكاديمية بالوصف و التحليل ,و هما امران يمكن تعلمهما بسهولة و لكن من الصعب تعليم الناس ان يتعلموا بطريقة صحيحة , ولان عالمنا المعاصر يتطلب العمل المميز , لذلك لابد من العمل بإتقان , و هذا ما نسميه” الحذق ” أي مهارة اداء العمل , و هذه المهارة لا تقل اهمية عن مهارة القراءة و الحساب ,قد تفكر بشراء شيء من السوق ثم تبادر الى شراءه , و قد تفكر في استراتيجية جديدة للشركة ثم تقوم بتطبيق تلك الاستراتيجية ,
تظن كثيرا ان العمل سهل وواضح و ان التفكير المسبق يمهد الطريق و يجعل العمل تلقائيا و سهلا , ولكن الامر ليس بهذه البساطة , بعض الناس لديهم نزعة و اندفاع كبير للعمل , و البعض الاخر لديهم ميلا للتفكير و الابتكار, فالنوع الاول يستفيدون من التدريب على العمل المنظم , اما النوع الاخر فهم يفتقدون الاندفاع للعمل , لذلك فان التدريب بالنسبة لهم ضروري جدا
لذلك عجت ساحات التدريب بتلك المهارات , التي تساعد كلا النوعين للوصول الى الحذق و الابتكار, و الاستفادة القصوى من ذلك الفرد ,و الذي يمثل العنصر الاساسي لمنظومة مؤسسته .
خذ مثلا كتاب “قبعات التفكير الست “للكاتب ادوارد دي بونو , فقد وحد شكل القبعات و نوع في الالوان ,لانها تعبر عن التفكير و الخيال , لكي يستطيع فرز و تصنيف تلك الافكار ,التي تموج في عقل الشخص عند قيامه بمهمة ما, او عند وجود مشكلة تعترضه , و التي يستطيع بها الشخص الاستفادة القصوى من طاقة عقلة بشقيه الايمن و الايسر, ليضيف الى عصفه الذهني ابتكارات تجعله حاذقا مميزا في كل خطواته.
و لكن ماذا بشان احذية العمل السته ؟
كتاب “احذية العمل الستة” لنفس المؤلف هي اطر تساعد على التدريب على مهارات العمل من ناحية ,و استخدام تلك المهارات في لحظة اداء العمل من ناحية اخرى ,و قد صنفها بأحذية ذات الوان و اشكال مختلفة ,لسهولة تصورها و تطبيقها ,فتخيل احذية العمل بأشكالها, هو جزء مهم من عملية تعلم انماط العمل الستة .
باختصار :
من السهل اعطاء الناس تعليمات لأي عمل ما ,و من السهل ان تقول لاي شخص ” كن مثاليا ” , و لكن فائدة هذه التعليمات محدودة جدا في الواقع , لان طريقة اداء العمل اهم من العمل نفسه .

مها عبد الله السمنان