ماذا بعد التدريب ؟
يقول ” باتريك هنري ” : ليس لي إلا مصباح واحد يُنير لي الطريق ، إنه مصباح الخبرة !!
والخبرة هي تراكمات مواقف مرَّت عليك في زمنٍ مضى ، بعضها تأتيك من تجاربك وحدك ، والأخرى تأتي من مؤثراتٍ خارجيةٍ يُقدمها لك الآخرون على طبقٍ من ذهب .
” التدريس والتدريب ” وجهان لعملةٍ واحدة ، فالمعلم يُقدِّم لتلاميذه علوم السابقين لعصورٍ مضت ، ويُقدِّم لهم معارف قيِّمة لا داعي لإثبات حقيقتها ، ومثل المعلم يأتي المدرب بحقيبته التدريبية ليقدم للمتدرب مهارات وعلوماً جديدةً ليست قصراً فقط على العلوم والتقنيات الحديثة ،ولكنها تقفز فوق هذا كلِّه إلى وقوف المتدرب بنفسه على مواطن القوة والضعف لديه ، يُعزِّز الأولى ويُعالج الثانية ، ولعلَّ مواطن الضعف هي الركيزة التي يبذل فيها المدرب جهده ووقته لتحويل الضعف إلى قوةٍ مستفيداً مما لدى المتدرب من قدراتٍ قد لا يعلمها عن
نفسه .
في هذا المقال بودِّي أن أسلِّط الضوء على دور مدراء الإدارات والمؤسسات والمنظمات تجاه تكليف موظفيهم لحضورِ الدورات التدريبية سواءً أكانت داخل المنظمة أو خارجها ، فمما يُؤسَفُ له أن غالبية المدراءِ والمتدربين – على حدٍ سواء – مقصِّرون في استثمارِ هذه الدورات لصالح العمل ، فالمدير ينتهي دوره باعتمادِ قوائم الترشيح، والموظف يكتفي بالحضور وتوثيق الدورة في السيرةِ الذاتية .
إنَّ مرحلة ” ما بعد التدريب ” تتوجبُ عقد اتفاقٍ خطيٍّ جاد بين المدير وموظفه المتدرب : ما الذي ستقدمه للمؤسسةِ بعد عودتك من هذه الدورة ؟ !!
من خلال عملي في التربية والتعليم وجدتُ أنَّ القلةَ من الموظفات هن اللاتي يُحدِثن تغييراً سريعاً في أعمالهن ومفاهيمهن إلى المستوى الأفضل وبتطورٍ فعَّالٍ فوري بحيث نرى أثر التدريب على بيئة العمل ، بل ويزيدُ الأمر إيجاباً وقوةً بأنهن ينقلن مخرجات الدورة إلى زميلاتهن مما يزيدُ في إنتاجيةِ العمل بشكلٍ إيجابي ، ويتأكد أهمية مرحلة تقويم درجة تقدم المتدربين بهدفِ تحديد الآثار التدريبية في أدائهم ،،
وبالله التوفيق .
شمسه البلوشي
تربية وتعليم – المنطقة الشرقية