الرئيسية / أقلام تنبض / التمتين والجودة الشخصية

التمتين والجودة الشخصية

 

 

لم تدخر الدّولة جهداً في محاولتها الدّائمة للارتقاء بأركان المنظومة التّعليميّة كاملةً، وما يُعلن عنه من تغيّرات وقرارات ولوائح جديدة في نظام التّعليم العام يجعلنا نستشعر أنّ القائمين على التّعليم لا يكتفون بالمرحلة المخاضيّة للعمل ، بل يسعون لإخراجه وإنتاجه بشكلٍ ملموسٍ على أرض الواقع، فما نشهده من ميزانيّات ضخمة رُصدت للتّعليم العام، وإنشاء للهيئات المتخصّصة لقياس المخرجات التّعليميّة، ودور هيئة تقويم التّعليم العام، وما يُقدّمه المركز الوطني للقياس والتّقويم من اختبارات تهتم بقياس كفايات المعلّمين والمشرفين التّربويّين ومُديري المدارس والمرشدين الطّلابيين لهو مثال آخر على حرص وزارة التعليم على التّطوير التّعليمي؛ سعيًا منها لجعله في مصاف تعليم الدّول المتقدّمة؛ وُصولا به للتّنافسيّة التّعليميّة. ولجماليّة المحاولات وما يُبذل من جهود، ولتوافر قُدرات قياديّة مُميّزة وطاقم عمل إيجابي في كل دائرة تعليميّة، ولأملنا في مُقاومة الهدر التّعليمي والتّمويلي، وعدم تكرار الإخفاقات السّابقة التي شهدناها من قبل، والتي وأدت جذوة الشراّرة العمليّة في مهدها وجعلتها تخبو في بداياتها، دون أن يكون هُناك تقويم للحدث في حينه، وما كان من تقويم جاء مُتأخّرًا فلم يُؤتي ثماره، وليقيننا بأنّ الإخفاق يمنحنا فرصة للتّأمل قد لا تتوفّر أبدا تحت مظلّة ضغوط العمل والأزمات المفاجئة. لهذا كلّه من الأفضل الوعي بأهميّة التّمتين والجودة الشّخصيّة، فالجودة الشخصية هي أساس الجودة المؤسسية وهي تؤدي إلى سلسة من التحسينات المترتبة على بعضها البعض داخل الإدارة فالمستويات المتزايدة من الجودة الشخصية تؤدي إلى ارتفاع مستويات الجودة في كافّة فروع المؤسّسات التّعليميّة، ولأن المتغير الأساسي في معادلة الجودة هو الناس أنفسهم حيث أنّهم هم من يصنعون المنتجات ويبتكرون الخدمات الجيدة، وليست التكنولوجيا أو إجراءات الجودة الرسمية، فهم من يديرون العمليات ويجعلون الأنظمة تعمل بكفاءة وفاعليّة، لهذا لا بد من الاهتمام بالتّمتين الذي يهدف إلى وضع الشّخص المناسب في المكان المناسب وتحقيق أفضل النّتائج بالموارد والطّاقات المتاحة؛ ممّا يعني بلوغ أعلى طاقة انسانيّة وإبداعيّة ممكنة؛ نتيجةً للتّركيز على ما لديه من نقاط قوّة وتمتينها، دون النّظر إلى نقاط الضّعف وتقويتها، فالعمل على الأخيرة جهد مهدر مُكلّف يُقلل من قيمة العمل ويهدر الوقت والجهد والمال.

* دكتوراه في الإدارة التربوية / جامعة الملك سعود

 

عن د. ريم الجابر

د. ريم بنت عبد الرحمن بن عبد الله الجابر دكتوراه الفلسفة في الإدارة التربوية - تخصص إدارة التعليم العام / جامعة الملك سعود مهتمة وشغوفة بالبحث العلمي، ولدي العديد من الأبحاث المنشورة. رؤيتي تتمحور حول تحقيق المملكة العربية السعودية التميز و الرياده والجودة في عالم التدريب على مستوى الشرق الأوسط. - مستشارة دوليّة معتمدة في الإدارة الإستراتيجيّة. - مُستشارة معتمدة في إدارة الجودة الشّاملة. - ممارس معتمد لدى مركز ديبنو لتعليم التّفكير عن برنامج تريز لحل المشكلات بطريقة إبداعيّة (ألمانيا). - مُدرّب مُعتمد من المركز الكندي للتنمية البشريّة (كندا). - مُدرّب مُعتمد لدى مركز المُستشار للتّدريب. - مُدرّب مُعتمد لدى وزارة التّربية والتّعليم. - مُدرّبة دوليّة مُعتمدة في برنامج تريز للتّفكير الإبداعي Certified Trainer of TRIZ)). - عضو في المؤسّسة الخيّرية لجمعية الرّعاية الصّحيّة المنزليّة – منذ 9 / 2 / 1435 ه. - عضو دائم في مجلس الجودة منذ عام 1435 ه. - عضو منتسب في الجمعيّة السّعوديّة للإدارة منذ عام 1436 ه. - عضو هيئة تحرير ورئيسة قسم (قرأت لكم) بمجلّة التّدريب والتّنمية. - عضو في مجموعة قيادة بقيادة الأستاذ صلاح الزّامل. - مستشارة وعضو في شركة آفاق الأذكياء للاستشارات التّعليميّة بمدينة الرّياض. - عضو فاعلة في النّوادي التّابعة للأنشطة الطّلابيّة التّابعة لعمادة شؤون طالبات جامعة الملك سعود بالدّرعيّة. - كاتبة في مجلّة التّدريب والتّقنيّة، وموقع التّربية.

شاهد أيضاً

تقنيات التدخل في التدريب

دعاء العواودة مدربة ومستشارة تطوير قيادي وتمكين قدرات   ماذا نعني بتقنية التدخل ؟؟ تقنية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *