التدريب الذي يضمن تحقيق النتائج
تصميم تعليمي يتفق مع أهداف الشركات
الكتاب من تأليف ديك هاندشو و هو من المتخصصين في مجال التدريب و تطوير الأداء و كان أول ظهور للكتاب في 2014 عن دار النشر اماكوم. و الكتاب من الكتب المتميزة في مجال التدريب و تطوير الأداء حيث أنه يعرض نموذجا جديدا للتدريب بتصميم تعليمي و لكنه يراعي في الوقت ذاته أهداف الشركات أو ما يمكن أن نطلق عليه الأهداف التجارية . بمعني أنه يجمع بين النظرية و التطبيق بشكل يضمن نجاح تنفيذه و إمكانية الاعتماد عليه من قبل الشركات و المؤسسات لتطوير الأداء.
يقع الكتاب في 14 فصلا بما في ذلك فصل الخاتمة. و الكتاب غني بالكثير من الأدوات ، دراسات الحالة، و أخبار و حكايات عن العملاء, و كذلك أمثلة و نماذج لمنتجات العمل. و يعرض الكتاب لمنهج جديد في التدريب حيث يقوم بتحليل البيانات بغية التعرف علي المشاكل و تطوير الآليات التي تعرض حلولا لهذه المشاكل. و النموذج الذي يعرضه هاندشو في كتابه هو نموذج مرن و قائم على نتائج موثقة و يمكن تنفيذه بأكثر من شكل ووسيلة. بمعنى أنه يمكن أجراؤه و تنفيذه على شكل تدريب يقوده المدرب أو عن طريق التعلم الالكتروني. و من المميزات الكبيرة لهذا النموذج أنه يعالج العديد من التحديات الخاصة بتوفير الوقت و الحصول على النتائج. وجدير بالذكر ، أن الكثير من أجزاء النموذج ليست بجديدة ، اذ يضم النموذج عناصر تحسين الأداء و التصميم المنهجي جنبا إلى جنب في نموذج جديد مباشر سهل الاستخدام.
و يعتمد النموذج بداية على أحد المدخلات الخاصة بالاستشارات الخاصة بالأداء سواء أكانت استباقية أم رد فعل و بعدها تبدأ الخطوة التالية ألا و هي تحليل فجوة الأداء أو الاحتياجات التعليمية حيث يتم استخدام المعلومات المكتسبة لتحديد دقيق لمستوى الأداء المطلوب لسد الفجوة . و مع تحديد الفجوة يبدأ تحليل التعلم و الذي يشمل تحليل المهمة، تحليل الجمهور/الذين سيخضعون للتدريب ، تحليل الثقافة و تحليل نظام اإلقاء التدريب نفسه . و تقود هذه المعلومات إلى مرحلة التصميم و التي تتضمن أعداد ووضع أهداف الأداء مكتوبة بشكل جيد وتصميم اختبارات قائمة على معايير واضحة و معرفة أي مشار إليها . و يلي ذلك عقد اجتماع لتوضيح كل الأمور و إزالة أي لبس أو عدم فهم لطريقة العمل ، والاتفاق على كل الأمور بشكل جماعي. و تأتي بعد ذلك خطوة مهمة جدا و هي تنفيذ البرنامج على عدد صغير من المتدربين لاختبار فاعليته قبل تنفيذه على كل المتدربين. و تتمثل أهمية هذه الخطوة في أنها تساعد على التحقق من فاعلية الاستراتيجيات التي تم اختيارها للتدريب. و من ناحية أخري، فإن التغذية الاسترجاعية feedback التي يحصل عليها المدرب من هذه المجموعة الصغيرة من تساعده على مراجعة و تطوير آلياته و استراتيجياته و هي الأمور الهامة التي تفيد في الخطوات و الإجراءات التالية. و عندما تتحقق كل الخطوات السابقة بشكل صحيح ، تبدأ مرحلة التنفيذ وفق هذه الاجراءات
1 . تحليل الاحتياجات و الفجوات
- تحليل التعلم
- التصميم
- التخطيط
- وضع النموذج
- التجريب على المتعلمين او المتدربين
- الإنتاج
- إجراء اختبار ميداني
- التنفيذ
و قد أشار هاندشو في كتابه الي العديد من الأفكار الهامة الخاصة بعملية التدريب الذي يضمن تحقيق النتائج. منها مثلا نظريته عن الاستشارات الخاصة بالأداء. و قد عرض لنوعين منها. الأول يتعلق بتوجيه الاستشارة كرد فعل لمشكلة ما لأحد الموظفين. و النوع الثاني هي تقديم استشارات بشكل استباقي, و يري هاندشو ان استخدام النوع الثاني من التوجيه يجعلني في غنى عن الأول بمعنى أن تقيم التوجيه و الارشاد بشكل استباقي يجعلنا في غنى عن الكثير من المشاكل التي قد تطرأ في بيئة العمل الخاصة بالأداء.
كما عرض هاندشو أيضا لأهمية الاجتماع بالمتدربين و ذلك لمناقشتهم في أهداف الشركة وتحديد الأهداف التدريبية و التي يرتبط بأهداف الشركة ، تحديد أهداف الأداء الرئيسية ، تحديد استراتيجية القياس، اختيار استراتيجية تعليمية لعرض التدريب ، ومناقشة الخطوط العريضة ، وعينات عرض المواد التعليمية ، وتحديد محتوى النموذج و الاتفاق على أي تعديلات قد تبدو ضرورية.
و من النتائج الهامة التي يتضمنها الكتاب هو ما ذهب إليه هاندشو في أن فشل معظم برامج و مبادرات التدريب مرده إلى سوء التنفيذ أكثر من أي سبب آخرو في هذا الصدد، يرى هاندشو أن نجاح تنفيذ الخطط التدريبية يعتمد علي التحليل الصحيح للمتدربين و تحليل ثقافة التعلم. كما ينبغي أن تشتمل الخطة أيضا على تضمين أدوات القياس والتقييم التي تغطي الجوانب المختلفة للبرنامج، مثل التعلم ، ومهارات المعرفة والاتصالات ، وتطبيق هذه النتائج بعد البرنامج ، والتغيرات التي قد تطرأ على متغيرات الشركة مثل الإنتاج والجودة والوقت و التكلفة المرتبطة بالبرنامج ، والعائد على الاستثمار .