الرئيسية / أقلام تنبض / لماذا التدريب والتنمية ؟

لماذا التدريب والتنمية ؟

 

لما كان التدريب قرين التنمية ، كان حريا بنا أن نقول بأنهما ” وجهان لعملة واحدة “..
قوة التنمية تتعلق بالتدريب ولنا أن نتلمس اﻷثر الذي يتركه التدريب على نمو الفرد والمنظمة والمجتمع فهو يتسلل الى الفرد بخفه وسلاسة ليحاكي حاجته الى التغير المطلوب .
واذا ما قدر لعملية ” تحليل اﻹحتياج ” أن تستوعب حجم الفراغ الكائن في نفس المستفيد ومهاراته وامكاناته ..
لاستطعنا أن نسد الثغر عبر تصميم العملية التدريبية وتقدير المهارات المطلوبه وصياغة اﻷهداف المنشودة للرقي بهذا المورد البشري المهم والفعال ،،الرقي بفكره وسلوكه وتوجهاته ..

و كما نعلم جميعا أن المنظمات كما اﻹنسان تهرم وتهز، ولكن لا يقاس الهرم بالتقدم العمري ، لا بل يقاس بشيخوخة اﻷداء وشيخوخة التراجع المهني والفكري والتنظيمي    ،هناك الكثير من المنظمات المعمرة لكنها لازالت فتية اﻷداء تحافظ على تواجدها في اﻷسواق وتعزز تنافسيتها وتنمو باستمرار .
وهذا يقدح في الذهن سؤالا: ما الذي يجعل المنظمة تحافظ على تقدمها وفتوتها وتنافسيتها ما طال بها العمر ؟

يحلق بنا هذا السؤال عاليا ، ويرغمنا على أخذ لقطة بانورامية سريعة لأجواء المقال التي نحن بصدد مناقشته , لنرى عن بعد هيكلة تلك المنظمات المكونة للجسد التنظيمي كيف تم بناؤها بمرونة ورشاقة وقوة  تجعلها تواصل الجري نحو تحقيق الميزة التنافسية ومواكبة التغيير ودر الربح الوفير .

بينما على الجانب اﻵخر من الصورة  ,نرى تلك المنظمات المتيبسة , متكلفة الحركة , تكاد الدماء تجري في عروقها ، ورغم كل هذا قد تعد نفسها من المنظمات الرشيقة , لكنها بمجرد أن تدخل في سباق محموم من بقية المنظمات حتى تصاب لياقتها المزعومة بالوهن والخسران .
لذلك كان لا بد من طرق باب العلاج لكل منظمة تشعر بعجز في جسدها التنظيمي واﻹداري , فها هي حمى ” الخثرات اﻹدارية ” تستشري الكثير من المنظمات حتى حديثة العمر تلك ودعونا نتعرف جليا على أهم مسببات الخثرة اﻹدارية ؟

أولا :
– خلل في اختيار الكفاءات القيادية واﻹدارية المناسبة والتي تعتبر بمثابة  “صمامات اﻷمان ” للمنظمة ،، هذا الفشل في اﻹختيار تعود أسبابه الى نزعات التحيز والهوى الذي يسبب حدوث فراغات في البناء التنظيمي وبالتالي يسرع من تصدعه وتهالكه ,
وكل ما كان الصمام فاسدا كلما زادت فرصة الخثرات القاتلة .

ثانيا :
_ تعطل في حركة الدوران الوظيفي ،،
مسببا الركود السلبي .. حيث يجمع علماء اﻹدارة وفقا لدراساتهم أنه من الصحي أن يتم إعادة تحريك الموظفين في المراكز اﻹدارية للحفاظ على حيوية ومرونة المنظمة .
وأفضل مهلة يمكن إعطاءها لكل منصب إداري هي خمس سنوات تحرك بعدها الدماء في العروق من جديد تجنب اﻹصابة     ” بكليسترول الكرسي اﻹداري “حيث أن نتائجه وخيمه على قلب الفرد والمنظمة .
وإذا ما استطعنا أن نتجنب أو نعالج هذه المسببات , فنحن نحافظ على شباب وديناميكية وحيوية المنظمة ,بل وحياتها ككل
ونكون قد أخرنا من ظهور علامات الشيخوخة على ملامح المنظمة التي تتمثل في تجاعيد الروتين المرهق .. المؤخر للنمو واﻹزدهار والقاتل للجمال .

لما كان كل هذا اﻹسفاف في الحقوق والواجبات واختلال موازين الأخذ والعطاء شرعت التنمية صدرها للتغيير لتستوعب الكثير ممن أرادوا أن يلحقوا بالركب ويزهروا في بساتين التقدم والنماء , فجاء التدريب .. جالبا للخير , مؤمنا بالغير , جاء ليحقق شريعة النماء التي تعنى بالمقام اﻷول بتوجيه أداء المورد البشري الذي يعتبر المحور الرئيسي الفاعل والداعم لعملية النهضة والتقدم , فكان التدريب مسلطا الضوء نحو اﻹستثمار بهذا المورد الجوهري ليصقل أداءه ويضيف الى خبراته المزيد من الخبرات والى مهاراته المزيد من اﻹتقان واﻹحتراف ، لينطق بعدها الإبداع والجمال فيبرز في ملكات الفرد وامكاناته التي بدورها سنعكس جلية على منظمته التي يعمل معها وعلى مجتمعه الذي يعمل من أجله .

ومن ينظر بعين النباهة والحكمة سيلحظ عميق اﻷثر لدور التدريب في هيكلة المنظمات وبناء تنافسيتها واستدامتها..
ولننظر في رأي جامعة (كليفلاند كلينك)
– ”  كفاءة القيادة والقوى العاملة عنصر مهم في نجاح الخطة ، واوصت باﻹستثمار في التدريب “.
أما جامعة ( هارفارد ) فتصرح :
– ”  هناك حاجة ملحة إلى استثمارات كبيرة  في التطوير والتدريب للمديرين واﻹداريين والفنيين “.

ولكي تكتمل الصورة الجميلة للتدريب والتنمية التي يتم تصميمها و إنتاجها في استيديو التجارب الثرية والفريدة دعونا نلقي نظرة على المبادرة الكريمة لقائد التنمية والعطاء في مملكتنا الحبيبة الملك سلمان بن عبد العزيز حيث
”  أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بإطلاق برنامج الملك سلمان لتنمية الموارد البشرية ويهدف إلى رفع جودة أداء الموظف الحكومي وإنتاجيته في العمل وتطوير بيئة العمل ووضع سياسات وإجراءات واضحة لتطبيق مفهوم الموارد البشرية وإعداد وبناء القادة من الصف الثاني ” .

وهذا مغزى الربط بين التدريب والتنمية فكل ما سبق يقودنا الى فكرة رئيسية ،، ناضجة ومتوردة مفادها :
” أن التدريب أصبح حاجة ملحة لﻷفراد والمنظمات ، وليس خيارا متاحا يمكن اﻷخذ به أو تركه ، لتستوعب هذه الطاقات حجم التغيير والنمو المتسارع في العالم ”
فإن لم يتجه التدريب نحو التنمية ويعمل على تحقيق أهدافها سنكتشف كم نهدر من الوقت والجهد والمال والفرص الضائعة.

هنا نقف وقفة المتأمل ..
لنجيب على التساؤل الملهم في بداية المقال ..
لماذا التدريب والتنمية ؟؟

#دعاء_العواودة
مستشارة إدارية ومدربة

عن دعاء العواودة

مستشارة تطوير قيادي وإداري مدربة ولايف كوتشنج مستشارة تحليل وقياس الشخصية بمقياس birkman شعاري ( العلم يبني المعرفة , والعمل بالعلم يبني الخبرة ) العلم والعمل يخلقان الجدارة.

شاهد أيضاً

تقنيات التدخل في التدريب

دعاء العواودة مدربة ومستشارة تطوير قيادي وتمكين قدرات   ماذا نعني بتقنية التدخل ؟؟ تقنية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *