هديتي للمدربين … ؟

مقالات مشابهة

هكذا بكل بساطة!

12 أكتوبر، 2017

الاعتماد المدرسي في مراحل التعليم العام بالمملكة العربية السعودية نموذج مقترح Schools Accreditation of General Education Stages in Saudi Arabia “ A Suggested Model ”

5 أكتوبر، 2017

دع القلق

20 نوفمبر، 2016

حتى يكون التميز عنوانًا للمدرب؛ أهدي المحبين للتدريب ولمن يرغب مزاولته بعض النصائح التي خرجت بها من خلال ممارستي للتدريب:

1ـ اعرف عملية التدريب .

إن أي مهنة لا يمكن أن اتقانها إلا بعد الإلمام بأصولها ومبادئها. وللتدريب أصول وقواعد، منها ما يخص المدرب، ومنها ما يخص المتدرب، ومنها ما يخص المادة، ومنها ما يخص أسلوب التدريب ووسائله. وللتدريب طرق عدة، وليس هناك طريقة بذاتها صالحة لكل الأحوال؛ بل هناك عدة عوامل تحدد متى تكون طريقة ما أكثر مناسبة من غيرها، وعلى المدرب أن يقوم بتحديد ما يراه مناسبًا، والوقت الذي يستخدم فيه هذا الأسلوب أو ذاك. وإلمام المدرب بالطريقة التي يتم بها التدريب، والأشياء التي تؤثر فيه سلبًا أو إيجابًا؛ يساعده على اختيار الطريقة المناسبة في التدريب، وتناسب المادة العلمية، وتتناسب مع طبيعة المتدربين، ويساعده كذلك على تلافي كثير من الأخطاء التي يقع فيها بعض المدربين.

2ـ اعرف الهدف مما ستقدمه في الدورة.

3ـ اعرف طبيعة المشاركين في الدورة (مستواهم – خصائصهم العمرية – أفكارهم) .

عندما يواجه المدرب المشاركين لأول مرة فإنه يشعر أنه يواجه عالمًا مجهولاً لديه إلى حد بعيد؛ لكنه في الغالب عبارة عن فئة متجانسة بشكل عام من حيث العمر والخصائص النفسية والعاطفية. لذا فإن معرفته المسبقة بالخصائص العامة لتلك الفئة يفيده في وضع القواعد للتعامل معها، وتفسير كثير من تصرفاتهم، بل وأحيانًا يستطيع أن يتوقع ـإلى حد كبيرـ ما يمكن أن يصدر من سلوك، كذلك فإن معرفة المدرب بالمستوى الاجتماعي للمشاركين وخلفيتهم الثقافية ونوعية أفكارهم؛ يفيده في أسلوب طرح الأفكار وعرض الدورة، واختيار الأمثلة والقصص وغيره.

4ـ أعدَّ دورتك جيدًا: فالإعداد الجيد للدورة هو المخطط الذي يتوصل به المدرب إلى أهدافه والوصول لدورة ناجحة.

5ـ كن مبدعًا وابتعد عن الروتين:

إن التزام المدرب بطريقة واحدة في جميع الدورات، يجعل الدورة عبارة عن عمل رتيب ممل، لذا عليه دائما أن يتعامل مع كل دورة بشكل مستقل من حيث الطريقة والأسلوب، ويكون مبدعًا في تنويع أساليب العرض. فمثلاً ينبغي أن يبدأ الدورة بأسلوب مشوق؛ فمرة بالسؤال ومرة بالقصة ومرة بالتعارف لكسر الحاجز النفسي للمشاركين. فكلما كانت البداية غير متوقعة كلما استطاع المدرب أن يشد انتباه المشاركين أكثر، كذلك يحاول ـما أمكنـ أن يكون لكل دورة وضعًا مختلفًا فى تنظيم جلوس المتدربين، فمرة على شكل صفوف، وأخرى على شكل دائرة، وثالثة على شكل مجموعات صغيرة.. وهكذا.

6ـ اجعل دورتك ممتعة .

على المدرب أن يتوقف ويراجع طريقته فى التدريب إذا رأى أنها سبب في حدوث ملل أو فتور لدى المشاركين؛ فالهدف ليس إكمال الدورة، بل الهدف هو إفادة المشاركين، فيقوم باستخدام الأسلوب القصصي عند الحاجة، فالنفوس مولعة بمتابعة القصة، ويسمح بشيء من الدعابة، فالدعابة تروح عن النفس وتطرد الملل.

7ـ استثر دافعية المشاركين .

من الصعب جدًّا ـ إن لم يكن مستحيلا ـ أن يغير المشاركين طريقتهم في العمل أو الحياة إذا لم يكن لديهم دافعية للتغيير. لذا على المدرب ان يستثير دافعية المتدربين قدر الإمكان.

8ـ “المدرب ليس معالج نفسي” .

إن دور المدرب هو أن يوصل المعلومات للمشاركين بطرق الإقناع والإلقاء المعروفة؛ لا أن يحلل نفسياتهم، أو يقدم لهم حلولاً لما اعترضهم من مشكلات في العمل أو الحياة، وعليه أن يكون حليمًا صبورًا، ومستمعًا جيدًا لمشاركات المتدربين، ومتجاوبًا مع استفساراتهم.

9ـ اجعل اتجاهاتك إيجابية نحو المشاركين .

أثبتت البحوث التجريبية أن نظرة المدرب للمتدربين لها تأثير كبير على تقبلهم للمدرب ونجاح التدريب. فإذا كان المدرب ينظر للمشاركين على أنهم أذكياء وذو خبرة قد تفوق خبرته ـ ويشعرهم بذلك ـ فسيكون لذلك تأثير إيجابي عليهم، أما إذا كان المدرب ينظر لهم على أنهم لا يفهمون شيئًا فستفشل الدورة فشل ذريعًا. لذا على المدرب أن يكون متفائلاً، وأن يُظهر تقديره لاستجابات المتدربين ومشاركاتهم وأن يعلمهم الطموح ويثير حماسهم.

10ـ انتبه إلى ما بين سطور التدريب .

من المسلمات أن التدريب ليس حشوًا للأذهان بالمعلومات؛ بل هو إكساب المتدربين المهارات اللازمة، والاتجاهات الصحيحة، وتهذيب أخلاقهم، وتنمية مداركهم العقلية. فما يكتسبونه من شخصية المدرب وخلقه وطريقة تفكيره قد تكون أهم وأنفع مما يقدمه لهم من معلومات، وهو ما يمكن أن نسميه “ما بين سطور التدريب”، فكثيرًا ما تكون هناك أشياء غير مباشرة يكتسبها المشاركين من المدرب ـربما وهو لا يشعرـ قد تكون إيجابية وقد تكون سلبية.

11ـ قل : لا أعلم .

يتحرج بعض المدربين إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: لا أعلم! والواقع أن الإجابة على سؤال ما بـ “لا أعلم” أمر يجب أن لا يتحرج منه المدرب لأمور:

أ- يجب أن نحترم عقلية المتدربين، فإذا سُئلنا عما لا نعلم فلا نتكلف الإجابة ونراوغ، بل نعترف أننا لا نعلم.

ب- يجب أن نرسخ في أذهاننا وأذهان المتدربين أنه ليس مطلوبًا من المدرب وليس في مقدوره أن يدرب في كل جانب، بل يجب أن يعرف الفرد حدود علمه وقدراته، فلا يتكلم فيما لا يحسن.

ج- هذه العبارة “لا أعلم” إذا قالها المدرب بثقة تزيد من قدره عند المشاركين.

12ـ حافظ على وقت الدورة .

الوقت هو الدورة، فبدون الوقت لا يستطع المدرب أن يقدم دورة؛ لذا عليه الحفاظ على وقت الدورة وجعل كل دقيقة فيها تخدم الأهداف الاساسية.

13ـ استعن بالله وابدأ .

فإن رحلة النجاح الطويلة تبدأ بخطوة واحدة: إن من يجلس ويتصور ما يجب عليه أن يفعله ليكون ناجحًا، ويكتفي بذلك لا يمكن أن ينجح أبدًا، لكن من يبدأ العمل ويخطو الخطوة الأولى، ولو كانت صغيرة، فإنه قد وضع قدمه على الطريق، ومن سار على الدرب وصل؛ فتسعة أعشار العبقرية إنما هي في بذل الجهد.

منيرة بنت علي الحصان

جامعة المجمعة-كلية العلوم والدراسات الإنسانية برماح

m.alhossan@mu.edu.sa