ليس كل من حصل على شهادة “مدرب معتمد” كان جديراً بالتدريب .
الحقيقة أن أكثر شيء قد يقاوم التغيير هو الجهل .
يحتاج التدريب من خلال الغرف الصوتية إلى تقنين .
مقتطفات شيقة من مقابلة قامت بها الاستاذة / منيره الحصان المشرفة على مدرب العدد في المجلة والتي خرجت بالحوار التالي :
حصلت على العديد من الاعتمادات .
عرفنا عن نفسك د. صديق ؟
صديق بن صالح العمرو ، دكتوراه في الجودة الشاملة ، مستشار في الادارة اليابانية الكايزن ، حاصل على عدة اعتمادات دولية واقليمية ومحلية ، دولية مثل IBRKMAN والمركز العالمي الكندي (CGC) و Speakers and Trainers والمركز الأمريكي الدولي الاحترافي ،
وإقليميه مثل : مركز الامتياز البشري الامارات – النادي العربي للتدريب – عضوية الأكاديمية العالمية لإعادة الاتزان البشري (الامارات) ، محلياً مثل : المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني والجمعية السعودية للعلوم النفسية والتربوية (جامعة الملك سعود) والجمعية العلمية السعودية للتدريب وتطوير الموارد البشرية (جامعة الامام) وغيرهم كثير بفضل الله .
متى بدأت التدريب ؟
بدأت التدريب في عام 2007 م وتفرغت بشكل كامل للتدريب في عام 2010 م .
مشروع “اندماج” انجاز
كيف ترى انجازاتك في التدريب ؟
الانجازات بفضل الله كثيرة لعل من أبرزها تكوين فكرة مشروع “اندماج” والذي قدم داخل اصلاحية الحائر والذي كان يستهدف شريحة من المجتمع تحتاج فعلاً للبرامج التنموية ، بالإضافة إلى عدة برامج استهدفت قطاعات وأفراد متنوعة وظيفياً، جغرافياً، عمرياً ، نوعياً .
ما رأيك بالمدرب الذي يقوم بالتدريب في أكثر من مسار تدريبي ؟
بالطبع يمكن ذلك وقد يبدع في أكثر من جانب لكن قطعاً سيكون هناك مجال طاغي عليه بشكل أو بآخر ، وقد يجد نفسه في جانب دون جانب المهم أن يكون فيما يقدم أثره الإيجابي في إثراء المعرفة لدى المتلقي ، أضف إلى رفع مستوى المهارة والأداء بما فيها تعديل السلوك
التدريب مهنة من لا مهنة له .
يشتكي الميدان التدريبي من كثرة المدربين فهل أصبح التدريب مهنة من لا مهنة له؟
إلى حدٍ ما نعم ، ولو سألتك السؤال التالي ، كم مرة تعقد دورات تدريب المدربين في السنة داخل المملكة فقط ؟ وكم متدرب ومتدربة يتم تخريجهم على أنهم أصبحوا من المدربين “العالميين” ؟
كثير ، لكن كم واحد منهم بدأ فعلاً ممارسة التدريب الحقيقي ؟ قليل .- وكم من هؤلاء القليل يحمل رسالة التدريب الحقيقي ؟ أقل وأقل طبعاً .
ليس جديراً بالتدريب
من ضمن البرامج التدريبية التي تقدمها برنامج تدريب مدربين بكل مصداقية هل كل من يحصل على البرنامج يكون مدرباً ناجحاً؟
نفس الاجابة السابقة ، لكن يجب أن أشير إلى نقطة هامة : أن من يعقد العزم على ممارسة التدريب الاحترافي عليه أن يأخذ دورة تدريب المدربين ، ومع ذلك فليس كل من حصل على شهادة “مدرب معتمد” كان جديراً بالتدريب فالدورة تساعد الفرد في إكسابه مهارات مختلفة غير ممارسة التدريب في القاعات وورش العمل ، قد تبني لديه أسلوب نقل المعلومات والخبرات لأبنائه ولزوجته ولزملائه .
على المدرب أن يطبق كل ما يقول
ما النصائح التي تقدمها للمدرب الجديد؟
في البداية أقول له يجب أن يلتزم بالمنهج الذي تدرب عليه ، أو يطبقه ، حتى يبدأ بتكوين هويته الخاصة في التدريب ، وأن يكون له هدفاً واضحاً ومحدداً من دخوله لهذا المجال ، والاستمرارية في تطوير شخصيته فلا يقف عند حد معين ، ومواكبة التطوير في معلوماته ودوراته ، بالإضافة إلى أن لا يدعي معرفة كل شيء والأهم من ذلك كله أن يطبق كل ما يقول ويعلمه للغير .
من كان شيخه كتابه ، كان خطؤه اكثر من صوابه
هل هناك كتب معينة تنصح فيها لمن رغب في تدريب نفسه ليصبح مدرباً؟
ككتب لا أنصح أبداً أن تأخذها لتعليم مهارات ما رايك ( ككتب لا انصح ان يعتمد عليها لتعليم المهارات ) ما رأيك في التعديل ، بل يجب أن تتعلم المهارات تحت إشراف مدرب متقن لكي يوجهك التوجيه السليم يقال : من كان شيخه كتابه ، كان خطؤه اكثر من صوابه .
المدرب الناجح من يترك أثر
من هو المدرب الناجح برأيك؟
المدرب الناجح : يعتمد النجاح هنا على ما المقصود به ؟ هل على الشهرة ، أم المال ، أم الإنجاز ، فقد تأتي كلها أو جزء منها ، لكن يبقى السؤال الأهم ما هو الأثر الذي تتركه في مشاعر وأفكار وسلوك المتدربين من بعدها ؟
وما مدى التأثير الايجابي على مفاهيمهم ،سلوكهم ،قناعاتهم، أدائهم…ألخ بعد التحاقهم بالدورة ؟ أعتقد أن هذا الأثر هو أهم ما يمكن أن يميز المدرب الناجح عن المؤدي .
الجهل …لمن يقاوم التغيير
ما أصعب فئة في المجتمع تعرضت لها خلال تدريبك ؟
الحقيقة أن أكثر شيء قد يقاوم التغيير هو الجهل ، فمتى ما وجد الجهل بما نقوم به من تصحيح أو أضافة أو تغيير للتوجهات لدى المتلقي سواء المتدرب نفسه أو حتى منظمته هنا يمكن أن تواجه صعوبة في إيصال الرسالة .
التدريب تكاملي لبناء مجتمع متحضر
ما هو دور التدريب في تنمية المجتمع ؟
أنا أرى أن التدريب يتكامل مع التربية والتعليم والوعظ والارشاد والطب فالمجتمعات التي ارتقت ونمت من مصاف الدول المتأخرة إلى عالم التفرد والإنجاز لم يكن لها ذلك بدون تكامل هذه الاركان لأنها جميعاً تعني ببناء الفرد الواعي وبالتالي المجتمع المتحضر .
اختلال الزوايا عائق
ما هي معوقات التدريب الناجح ؟
التدريب مثلث زواياه الثلاثة هي :
1- المدرب 2- المتدرب 3- المادة التدريبية
وهذه الثلاثة تعمل على الاتصال الانساني من خلال ثلاثة مستويات هي :
1- مستوى المعارف والمعلومات 2- مستوى المهارات والاتجاهات 3- مستوى السلوك
متى ما أختل أحد هذه الزوايا أو المستويات كان هناك عائق ما من معوقات التدريب .
يحتاج إلى تقنين
ما رأيك في التدريب في الغرف الصوتية ؟
أرى أنه يحتاج تقنين أكثر وضبط بشكل أدق .
فبعض الدورات لا تناسب أبداً أن تكون عن طريق هذه الغرف مثال / دورة تدريب المدربين التي تحتاج إلى تطبيقات كثيرة ومتابعة ومشاركة بشكل مباشر مع الحضور فكيف يمكن تقديمها وكيف يمكن ضبط مخرجاتها ، أما بالنسبة للدورات يغلب عليها الجانب النظري أكثر فلا بأس بها ، ولكن تحت الرقابة على ما تقدمه .
مسئولية مجتمعية التدريب التطوعي
ما هو رأيك بالتدريب التطوعي ؟
تقصدي أن يتطوع المدرب أو المدربة في دورات تقدم بالمجان ؟
نعم .
أرى بأن هذا جزء مهم جداً كمسئولية مجتمعية على كل فرد داخل المجتمع فما بالك بمن حملوا لواء التأثير والتغيير للأفضل داخل المجتمعات . فهناك من لا يستطيع الحضور ودفع مبالغ التدريب فيأتي هنا دور التدريب التطوعي .
كلمة أخيرة د. صديق نختم فيها هذا اللقاء الشيق ؟
أولاً رسالة أوجهها لكم في مجلة التدريب والتنمية أقول لكم أعانكم الله وسددكم وجعل ما تقدموه منبر تأثير وخير لكل من يتعامل مع إصداراتكم .
ثانياً رساله لي ولزملائي المدربين والمدربات … أتمنى أن يكون التدريب مجال سخاء وبذل وعطاء حقيقي ، وأن نبتعد عن التعالي والغرور أو استعراض القوى التدريبية ، وأن يكون لدينا نضج سلوكي وانفعالي سواء داخل العملية التدريبية أو خارجها ، وأن نتمنى الخير للجميع دوماً.